أصدر المنتدى الاقتصادي الأردني ورقة سياسات جديدة تسلط الضوء على تطور العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين الأردن والاتحاد الأوروبي، ركّز فيها على جهود الأردن لتعزيز العلاقات مع مختلف الاقتصادات العالمية من خلال توقيع اتفاقيات تجارة حرة أو تفضيلية.

وأكد المنتدى أن هذه الخطوات تهدف إلى فتح الأسواق العالمية أمام الصناعات الوطنية وتعزيز القدرة على تغطية الاحتياجات الوطنية من السلع المختلفة، مشيرا إلى الأهمية الكبيرة لسوق الاتحاد الأوروبي، وإلى أنه يُعد من أهم الكتل الاقتصادية والسياسية العالمية، حيث يضم 27 دولة متنوعة الاحتياجات وتمتد من أقصى غرب القارة الأوروبية حتى منطقة أوراسيا.

وأوضح المنتدى أن الاتحاد الأوروبي يحتل مكانة بارزة باعتباره ثالث أكبر اقتصاد عالمي بعد الولايات المتحدة والصين، حيث بلغ إجمالي الناتج المحلي للدول الأعضاء حوالي 17 تريليون يورو في عام 2023.

وكشف عن أن الاتحاد الأوروبي استحوذ على 30% من إجمالي التجارة العالمية في عام 2023، مما يعكس الأهمية الاقتصادية الكبيرة لهذه الكتلة، مشيرا إلى الفرص الكبيرة التي تتيحها هذه القوة الاقتصادية للتعاون التجاري مع الدول الأخرى، ومن ضمنها الأردن.

وأوضح المنتدى أن إجمالي التبادل التجاري بين الأردن والاتحاد الأوروبي بلغ حوالي 3.2 مليار دينار أردني في عام 2023، مسجلاً تراجعًا بنسبة 8% مقارنة بالعام السابق.

وكشف أن ألمانيا استحوذت على الحصة الأكبر من التبادل التجاري مع الأردن بقيمة 662.1 مليون دينار أردني.

وأكد المنتدى أن هناك فرصًا تصديرية غير مستغلة بين الأردن والاتحاد الأوروبي، وفقًا لخارطة الفرص التصديرية الصادرة عن مركز التجارة الدولية، حيث بلغ حجم هذه الفرص حوالي 434.5 مليون دينار أردني.

وأشار إلى أن الملابس والكيماويات والأسمدة تتصدر قائمة المنتجات ذات الإمكانات التصديرية العالية، كما كشف أن هولندا وبلجيكا تعتبران من الأسواق الواعدة للمنتجات الأردنية غير المستغلة.

ودعا رئيس المنتدى خير أبو صعيليك إلى اتخاذ عدة خطوات لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين الأردن والاتحاد الأوروبي، مؤكدا على أهمية استغلال الفرص التي توفرها اتفاقية الشراكة بين الأردن والاتحاد الأوروبي، والتي تمنح الأردن وصولاً مفضلاً إلى أسواق دول الاتحاد الأوروبي، وتشجيع تنويع وتطوير الصادرات الوطنية من المنتجات الزراعية والصناعية.

وشدد أبو صعيليك على ضرورة تعزيز التعاون في مجالات الطاقة والصناعة والتجارة والخدمات والزراعة والاستثمار والعلوم والتكنولوجيا والبيئة، وفقًا لأولويات الشراكة بين الاتحاد الأوروبي والأردن للفترة 2021-2027.

وأشار إلى أهمية تشجيع الحوار بين القطاع الخاص في الأردن ونظيره في الاتحاد الأوروبي، ودعم المبادرات التي تهدف إلى تحسين بيئة الأعمال وتسهيل التجارة والحد من المعيقات غير الجمركية التي تفرضها دول الاتحاد على الصادرات الأردنية.

وأوضح أبو صعيليك أن التجارة الإلكترونية والتجارة عبر الإنترنت بين الأردن والاتحاد الأوروبي تعد من المجالات الواعدة التي يجب تطويرها، إلى جانب تحسين قدرات الأردن في بعض المجالات مثل التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية. كما أكد على أهمية معالجة التحديات التسويقية التي يواجهها المنتج الأردني بالتعاون مع القطاع الخاص، وتقديم المساعدة للشركات الصغيرة والمتوسطة لتحسين جودة المنتج.

وأكد على ضرورة التركيز على الاقتصاديات الناشئة مثل بولندا والتي شهدت نموًا متسارعًا في السنوات الأخيرة، والاستفادة من العلاقات الدبلوماسية والسياسية لمعالجة التحديات التي تشكلها شروط أصل المنتج (ROO) والتفاوض على متطلبات أكثر مرونة.

ودعا المنتدى الدول الأوروبية التي يعاني الميزان التجاري الأردني معها من عجز إلى تبني معايير المسؤولية المجتمعية وتقديم المساعدات الفنية لقطاع الأعمال الأردني لنقل المعرفة والتكنولوجيا.