هل تتسع جبهة المواجهة؟
حمادة فراعنة
نجحت المستعمرة في تغيير قواعد الاشتباك، وتوسيعها لتتجاوز الخطوط الحمراء، دفعاً باتجاه حرب تكاد تكون إقليمية باغتيالها رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، والقائد العسكري لحزب الله فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية من بيروت، في يوم واحد.
الشيخ حسن نصر الله، قال: لم يعد موقفنا مجرد الإسناد للفلسطينيين، بل أصبحنا جزءاً من المعركة في مواجهة المستعمرة.
المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي قال: لن يمر التطاول على سيادة إيران بلا عقوبة أو ردع، وأعطى توجيهاته للرد على التطاول الإسرائيلي.
مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سيلفان قال: «کنا نركز على محاولة منع حرب أوسع في منطقة الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر 2023» أما اليوم، وبعد أحداث بيروت وطهران، قال: « إن خطر التصعيد نحو حرب إقليمية بات قائما الآن».
نتنياهو الذي لا مصلحة له في وقف إطلاق النار، وفي تبادل الأسرى، بعد إخفاق المستعمرة في: 1-عملية حماس المفاجئة التي سببت الصدمة للمجتمع الإسرائيلي ومؤسساته العسكرية والأمنية، 2- وبعد فشله في تحقيق أهداف الاجتياح الإسرائيلي لقطاع غزة واحتلاله، ولهذا لجأ إلى عمليات نوعية منتقاة خارج فلسطين، في لبنان واليمن وطهران، وبذلك قدم للإسرائيليين بدائل الاخفاقات الداخلية، ونجح في توسيع حالة التوتر والصدام، والعمل على توريط الولايات المتحدة، الشريك معه في إنجازات الاغتيال والقتل عبر تقديمها القدرات التكنولوجية المتطورة والأسلحة الفتاكة التي دمرت قطاع غزة، وقتلت عشرات آلاف من مدنييها .
حزب الله الذي كان يؤكد امتلاكه قوة الردع المتبادل، بات محرجاً بعد تكرار الاعتداء على مقره وحاضنته وعاصمته ضاحية بيروت الجنوبية، واستهداف أحد أبرز قياداته العسكرية فؤاد شكر واستشهاده، وقبلها اغتيال صالح العاروري نائب رئيس حركة حماس على أرضها يوم 2-1- 2004.
طهران باتت محرجة للغاية، لأن الخرق الإسرائيلي وصل لقلبها واغتيال أحد أبرز ضيوفها، و حليفاً لها رئيس المكتب السياسي لحركة حماس .
حركة حماس تعودت على الخسارة، وتقديم الشهداء من قياداتها طوال سنوات منذ ولادتها، وعلى طريق مواصلة عملياتها بدءاً من مؤسسها الشهيد أحمد ياسين يوم 22-3-2004 ، مروراً بنائبه عبد العزيز الرنتيسي يوم 17–4-2004 ، ومحمود المبحوح يوم 19-1-2010 في دبي، وصالح العاروري يوم 2-1-2024، لتصل الخسارة والاستشهاد إلى رأس الحركة السياسي إسماعيل هنية رئيس مكتبها السياسي.
رئيس الأركان الإيراني قال «إننا وفصائل المقاومة سنعمل على توفير الرد على الاعتداء الاسرائيلي، ونصر الله قال إن المعركة ستتسع للمشاركة اليمنية والعراقية واللبنانية مع إيران .
نتنياهو يتبجح بأنه تمكن من قتل القيادات «الإرهابية» واحتلال قطاع غزة، ومنع تدفق السلاح الى حركة حماس بالسيطرة على محور فيلادلفيا بين مصر وفلسطين، فهل سيدفع ثمن خياره بتوسيع جبهة صدامه بعد أن كان مقتصراً على حركة حماس، لتشمل الأطراف العربية: حزب الله وأنصار الله والتنظيمات العراقية حليفة إيران وداعمتها؟؟