نهاية فترة الترشيح.. مرحلة جديدة في العملية الديمقراطية
طارق ابو الراغب
مع انتهاء الفترة المخصصة للترشيح في الانتخابات النيابية الأردنية، سواء للقائمة العامة الحزبية أو للقوائم المحلية المستقلة والحزبية، ندخل مرحلة جديدة ومهمة في العملية الديمقراطية، وهي فترة الدعاية الانتخابية. تعتبر هذه المرحلة فرصة ذهبية للمرشحين لتقديم رؤيتهم وبرامجهم الانتخابية إلى الناخبين، ومحاولة كسب ثقتهم وأصواتهم في الانتخابات المقبلة.
انتهت فترة الترشيح بعد النشاط المكثف بين المرشحين والناخبين المحتملين. شهدت هذه الفترة تقديم العديد من المرشحين لأوراقهم، والذين يسعون لتمثيل الشعب تحت قبة البرلمان. تعد فترة الترشيح مرحلة هامة حيث يتم فيها التحقق من أهلية المرشحين ومدى توافقهم مع الشروط القانونية المحددة. هذا التحقق يشمل التأكد من سجلهم الجنائي، والمؤهلات التعليمية، والالتزام بالقوانين الانتخابية المعمول بها.
مع انتهاء فترة الترشيح، تبدأ فترة الدعاية الانتخابية التي تعتبر المرحلة الأكثر حيوية في العملية الانتخابية. خلال هذه الفترة، يسعى المرشحون إلى التواصل مع الناخبين بشتى الوسائل المتاحة، من خلال اللقاءات المباشرة، والمناظرات العامة، واستخدام وسائل الإعلام التقليدية والاجتماعية. تهدف هذه الجهود إلى توضيح البرامج الانتخابية والرؤى المستقبلية لكل مرشح أو قائمة، وتوضيح كيفية تحقيق الأهداف المرجوة.
تعتمد الحملات الانتخابية الناجحة على استراتيجيات متنوعة ومدروسة بعناية. من بين هذه الاستراتيجيات: التواصل المباشر مع الناخبين من خلال الزيارات المنزلية، واللقاءات المجتمعية، والندوات الحوارية، من أهم الوسائل لكسب ثقة الناخبين وتوضيح الرؤى الانتخابية. استخدام وسائل الإعلام يلعب دوراً حاسماً في نقل رسالة المرشحين إلى جمهور واسع. يمكن للمرشحين الاستفادة من البرامج التلفزيونية والإذاعية، والإعلانات في الصحف، وأيضاً من خلال الحملات الرقمية عبر وسائل التواصل الاجتماعي. في العصر الحديث، يعتبر التسويق الرقمي عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية أداة فعالة للوصول إلى الناخبين، خاصة فئة الشباب. يمكن من خلال هذه الوسائل نشر المحتوى الانتخابي بشكل مستمر ومباشر، والتفاعل الفوري مع الناخبين.
تكمن أهمية فترة الدعاية الانتخابية في أنها تتيح للناخبين فرصة تقييم المرشحين بناءً على برامجهم وأدائهم في الحملات الانتخابية. كما أنها تساعد في تعزيز الشفافية والديمقراطية، حيث يتاح للناخبين الاطلاع على المعلومات والتفاصيل المتعلقة بكل مرشح وقائمة.
قد تواجه الحملات الانتخابية عدة تحديات، من بينها المنافسة الشديدة بين المرشحين، والقيود المالية، والالتزام بالقوانين الانتخابية التي تحكم الدعاية. بالإضافة إلى ذلك، يمثل التحقق من المعلومات وتجنب الأخبار الزائفة تحدياً كبيراً في ظل الانتشار الواسع لوسائل التواصل الاجتماعي.
تشكل فترة الدعاية الانتخابية مرحلة حاسمة في مسيرة الانتخابات الأردنية، حيث يتقرر من خلالها مستقبل المرشحين والناخبين على حد سواء. ومع دخول هذه المرحلة، نتطلع إلى انتخابات نزيهة وشفافة تعكس إرادة الشعب الأردني وتطلعاته نحو مستقبل أفضل. نتمنى لجميع المرشحين التوفيق في حملاتهم، وللناخبين الحكمة في اختيار من يمثلهم بأفضل صورة تحت قبة البرلمان.