الأندية تستعد لانطلاقة الدوري بلا جاهزية.. والإصابات تلوح بالأفق
في مشهد لم تعتد عليه الكرة الأردنية، تستعد أندية المحترفين لكرة القدم، لخوض غمار منافسات الدوري بلا جاهزية فنية وبدنية أو حتى تحضيرات مقبولة، في ظل قصر الفترة الفاصلة بين عودة اللاعبين للتدريبات وانطلاقة المنافسات التي تبدأ يوم الخميس المقبل.
وكان اتحاد كرة القدم، حدد يوم الخميس المقبل، موعدا لانطلاق دوري المحترفين لموسم 2024-2025، رغم المعارضة الكاملة من قبل جميع الأندية، التي قاتلت لتأخير انطلاقة المسابقة الأهم، بسبب عدم التحضير جيدا فنيا وبدنيا، في ظل انطلاقة تمارين الفرق متأخرة، نتيجة تأخر انتهاء الموسم الكروي الماضي.
واللافت في الأمر، أن هناك أندية في دوري المحترفين، لم يمض على تحضيراتها الجدية أكثر من أسبوع، بسبب تأخر التعاقدات، و"لملمة" اللاعبين ليكملوا العدد المطلوب، الأمر الذي يهدد سلامة اللاعبين، وينذر بالكثير من الإصابات.
ويرى متابعون ومدربون أن الإصابات الكثيرة والمستوى الفني المتدني، سيكون عنوانا بارزا للأسابيع الأولى من الدوري، حيث إن عددا كبيرا من اللاعبين سيدخلون منافسات البطولة وكأنها مباريات ودية وتحضيرية، أملا بالوصول إلى الجاهزية الفنية والبدنية بعد أسابيع من انطلاقة الدوري.
ويتوقع أن تشهد انطلاقة الدوري تعدد الإصابات والشد العضلي وحالات التمزق في مختلف العضلات، ما قد يتسبب في إخراج لاعبين عن الخدمة، إلى جانب المستوى الفني الهزيل المتوقع في الأسابيع الأولى من الدوري.
ويؤكد مدرب حراس المرمى وسام حزين، أن اتحاد الكرة أخطأ عندما أصر على انطلاقة الدوري يوم الخميس المقبل، رغم معارضة جميع الأندية على المستويين الفني والإداري، معتبرا أن الموعد لا يتناسب مع تحضيرات الأندية التي كانت تأمل بتأخير انطلاقة البطولة، أملا في تجهيز لاعبيها بشكل مقبول.
وأضاف: "نحن كمدربين نخشى على لاعبينا من الإصابات المتنوعة، بسبب دخولهم لمعترك منافسات البطولة الأهم، بلا جاهزية فنية وبدنية، وهذا أمر خطير ينذر بتعدد الإصابات، الأمر الذي قد ينعكس سلبا على المنتخب الوطني الذي يبحث عن جاهزية لاعبيه فنيا وبدنيا، استعدادا لتصفيات الدور الحاسم المؤهل للمونديال، والذي ينطلق الشهر المقبل".
وبين وسام حزين أن اللاعب يحتاج إلى فترة إعداد من 6 إلى 8 أسابيع قبل انطلاق المنافسات الرسمية، حتى يكون جاهزا فنيا وبدنيا، وهو ما لم يتوفر حاليا عند الأندية التي باشرت تحضيراتها قبيل أسابيع قليلة، بل أيام وهذا من الممكن أن يلحق لهم إصابات خطيرة.
أما المدرب إسلام جلال، فقد أكد أن الغالبية العظمى من أندية المحترفين، لم تستعد للدوري بالشكل المطلوب، ما ينذر بكم كبير من الإصابات، ناهيك عن المستوى الفني المتواضع والمتوقع ظهوره في الأسابيع الأولى من البطولة.
وبين جلال أن الأفضل كان تأخير انطلاقة الدوري، لإتاحة الفرصة أمام اللاعبين للاستعداد بشكل مثالي، لافتا إلى أنه من مصلحة المنتخب الوطني أيضا أن يدخل لاعبوه منافسات بطولة الدوري بجاهزية فنية وبدنية، خوفا من إصابات قد تبعد لاعبين عن الدور الحاسم، في حال تعرض لاعب المنتخب لإصابة خلال الدوري.
وقال: "هناك فرق في دوري المحترفين لم تبدأ تحضيراتها الفنية والبدنية إلا قبيل أيام قليلة، وهذا أمر كارثي، فلا يعقل أن يشارك فريق بدوري المحترفين وهو لم يتدرب إلا أياما قليلة، ولم يتمكن من تجميع اللاعبين إلا قبل فترة وجيزة".
بدوره، أكد معالج فريق الجزيرة جبرين مناصرة، أن الإصابات ستكون العنوان الأبرز في انطلاقة دوري المحترفين، حيث الشد العضلي والتمزق في العضلات، وربما الإصابات في الركبة، بسبب عدم جاهزية العضلة الرباعية، وهو أمر يعتبر كارثيا، ويهدد استمرارية العديد من النجوم في الملاعب، ما قد يؤثر على المنتخب في تصفيات الدور الحاسم.
وأضاف: "التحضير المثالي للاعبين، يحتم عليهم البدء في التدريبات قبل شهر ونصف إلى شهرين من انطلاقة الدوري، كما يتطلب منهم خوض مباريات ودية قبيل الدوري بأسبوع أو أسبوعين، وهو ما لم يحصل في ملاعبنا في الموسم الحالي، لافتا إلى أن حوالي 75 % من الأندية باشرت تدريباتها قبل أسبوع أو أسبوعين فقط، وهذا أمر صعب وغير صحي".