إنجازات اقتصادية تستحق الإشادة

عوني الداوود

(3) أخبار اقتصادية توقفت عندها بالأمس لارتباطها الوثيق- أولاً- بمستهدفات رؤية التحديث الاقتصادي 2023 ولأسباب أخرى مهمة في مقدمتها: 

1 - أنها تمثّل إنجازات في قطاعات مختلفة (السياحة - الزراعة - والصادرات). 

2 - أنها تجسّد وتؤكد ما اعتاد عليه الأردن من قدرة على «تحويل التحديات الى فرص». 

3 - أنها تحققت في ظروف تواجه فيه كثير من القطاعات الاقتصادية تحديات صعبة بسبب التداعيات الاقتصادية للظروف الجيوسياسية التي تمرّ بها المنطقة والعالم وفي مقدمتها العدوان على غزة. 

*الخبر الأول: 

- النجاح في ادراج منطقة «أم الجمال الأثرية» على لائحة التراث العالمي (التابع لمنظمة الامم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم / اليونسكو)، الذي وصفه رئيس الوزراء د. بشر الخصاونة بالأمس بأنه إنجاز أردني يضاف الى جملة الإنجازات التي تحققت.. كما تحدّث عن أهمية هذا الإنجاز بإسهاب يوم أمس أيضاً وزير السياحة والآثار مكرم القيسي، خلال منتدى التواصل الذي تنظمه وزارة الاتصال الحكومي.

-و رغم أن القطاع السياحي الأكثر تضرّراً بتداعيات العدوان على غزة، خصوصاً وهو قطاع رئيس في الاقتصاد ويساهم بنحو (14.6 %) من الناتج الاجمالي المحلي، الا أن السياسة الحصيفة والإصرار على تحويل التحديات الى فرص مكّنت القطاع من تحقيق نجاحات تتمثل بزيادة تنشيط السياحة المحلية من خلال (برنامج أردنّا جنّة) وبزيادة جذب السياحة العربية التي باتت تشكل (49 %) من زوار الأردن، إضافةً للعمل الدؤوب على جذب سياح من دول جديدة في مقدمتها (روسيا والهند والصين) إضافةً الى القارة الافريقية واستهداف جذب سياح من دول (كينيا ورواندا وأثيوبيا) وتشجيع السياحة الدينية المسيحية.

- هذا النجاح بإدراج أم الجمال (كسابع موقع أردني مدرج على لائحة التراث العالمي) يتوقع له ومن خلال الخطة التسويقية والترويجية والاستثمارية المعدّة بأن يشكّل إضافةً نوعية تنموية سياحية اقتصادية، ليس فقط من خلال جذب مزيد من السياح للموقع تحديداً، وللأردن عموماً، بل وأن يساهم ذلك بجذب استثمارات سياحية قادرة على خلق فرص عمل جديدة لأبناء المنطقة.  

*الخبر الثاني : 

- «ارتفاع الصادرات الزراعية الى نصف مليار دينار» وبنسبة 25.3 % خلال الشهور الخمسة الأولى من هذا العام مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي. 

هذا خبر إيجابي مهم يؤكد التطور الكبير والنجاحات التي يشهدها القطاع الزراعي، الذي أعيد إليه ألقه وأهميته، وبات يعدّ القطاع الأكبر مساهمة في زيادة معدلات النمو ( 5.8 % عام 2023) ارتفاعاً من (3.3 % عام 2022)، إضافةً لارتفاع الصادرات إلى (16.5 % عام 2023 من 11.6% عام 2022).. وها هو القطاع الزراعي يواصل نجاحاته محققاً أرقاماً ونمواً في صادراته حتى نهاية أيار الماضي. 

- ارتفاع الصادرات الزراعية شمل الفواكه بنسبة (29.5 %) مقارنة مع عام 2023، وكذلك الخضروات (19 %)، وكذلك صادرات الحيوانات الحية ارتفعت بنسبة زيادة ( 259 %) حتى نهاية أيار.. وكل هذه النسب والارقام تبشّر بتواصل الارتفاع مع نهاية النصف الأول من هذا العام وحتى نهاية العام الحالي. 

- المحصلة الرئيسة تؤكد نجاح ونجاعة الإجراءات التي تتخذ في سبيل دعم هذا القطاع من خلال تنفيذ الخطة الوطنية للزراعة المستدامة ( 2022 - 2025 )، وتنفيذ مبادرات البرنامج التنفيذي لرؤية التحديث الاقتصادي في مرحلته الأولى (2023 - 2025).  

*الخبر الثالث: 

- ارتفاع الصادرات الوطنية الى دول منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى خلال الشهور الخمسة الأولى من هذا العام الى 1.260 مليار دينار، مقابل 1.147 مليار دينار للفترة نفسها من العام الماضي، وبنسبة نمو (9.9 %)، وارتفاع حجم التبادل التجاري للمملكة مع الدول ذاتها حوالي 740 مليون دينار، وتحقيق الأردن فائضاً تجارياً مع نحو (11 دولة عربية)..الأمر الذي يؤكد حصافة التوجه نحو العمق العربي تحقيقاً للتكامل الاقتصادي العربي.  

*باختصار: من حقّنا أن نفخر بما يحقّقه اقتصادنا الوطني من انجازات، ونفخر أكثر حين يولد الإنجاز من رحم المعاناة.. بما يؤكد قوة ومنعة اقتصادنا الوطني، وإرادة وعزيمة ومثابرة أبناء هذا الوطن بغضّ النظرعن المنصب أو الوظيفة أو الموقع المهني في القطاع العام أو الخاص.. فالكلّ شريك في النجاح، وعلى الجميع مواصلة الشراكة والعمل على ديمومة النجاحات وصولاً لتحقيق مستهدفات «رؤية التحديث الاقتصادي» حتى العام 2033 من خلال جذب استثمارات بنحو (41 مليار دينار)، تسهم برفع النمو إلى (5.6 %) وخلق (مليون وظيفة) حتى العام 2033.