سطوة لغة " التخويث " التهكمية الاستقوائية
فيصل تايه
لست أدري ما العبرة لهذه التهكمات والعبارات السمجة التي تؤذي النفس البشرية والتي تطال الكثيرين ، وللأسف المجتمعَ يعجُّ بالعديد من السلوكيات القهرية غير السويّة ، والتي تؤثر على ملامح الشخصيّة الأكثرِ عُرضةً للوقوع في براثن العدائية او الاستقواء التهكمي ، والذي هو سلوكٌ عدائيٌّ متكررٌ يتَّسِمُ بالتطاول على خصوصية الاخرين ، لوضعهم في قفص العزلة الاجتماعيّة .
هؤلاء الاشخاص لديهم مشاعر قلبية حسودة لا يستطيعون أن يتحكموا بها، أو يمنعوا ظهورها ، وفي نفوسهم البشرية مزيج من المتناقضات المتناحرة ، وهي وليدة اللحظة وصاحبة سطوة على القلب كالكره والغيرة والقهر والتشهير والتسقيط ، لذا لا تستطيع تَخْطيء الذاتِ والشعورُ بالحرج منها ما دامت تُتَرجم إلى فعل خاطئ يؤذي فيه من حوله كأن يمنع الآخرين من كسب منفعة أو بكسر قيمةٍ أو مبدئٍ مخالفا الصحيح مرتكبا لما هو خاطئ.
هذا السلوك يعبر عن افتراضٍ –وهميّ- بوجود اختلالٍ في موازين القوى والسّلطة بين الأشخاص ، فالشخصُ الذي يمارس هذا النوع من السلوك يرى في نفسه ما يعج بها من استغفال على الاخر التي يمارسُه عليه ، فإنَّه مُعرّضٌ لمشاكلَ نفسيّةٍ خطيرةٍ ودائمةٍ تَصلُ به إلى حَدِّ التطرّف مع نفسه.
وسائلُ التطفل التي يمارسها بعض الأشخاص والتي تمس حرية الاخرين متعددةٌ، منها ما هو عن طريق الاعتداء النفسيّ أو اللفظيّ أو الاجتماعيّ باسلوب "الاستئساد" أو "الاستقواء" الذي هو أحدُ ركائزَ النفس الامارة بالسوء ، لا سيما بعد انتشار التَّنمُّر الإلكترونيّ ، وما نشاهده من عبارات " تخويث " لأنَّه يدفعُ الى السلوكات العدائية والخروج عن عادات وتقاليد المجتمع، ويدفع إلى العزلة والانطوائيّة عن المجتمع، ومِنْ ثَمَّ يكونُ فريسةً سهلةً التناقضات المجتمع.
(اللهم اهدنا سواء السبيل)