عباءة "العاطفة" "خلخلت" قواعد الإسلاميين .."لا شورى ولا صون للعِشرة".. والعكايلة "شمَّسهم"
خاص
أفسد حزب جبهة العمل الإسلامي سمعته ووزنه الحزبي والسياسي بين القواعد الشعبية لاعتماده عباءة العاطفة والتأثير على الشارع بالشعارات والتحريض المبطن على مؤسسية الدولة، في وقت أصبح الناس لا يهتمون كثيرا بفكرة أنه الحزب الأقوى كونه لا يطرح نفسه وأعضاءه على أنهم نواب خدمات وإنما يدخلون المجلس لتقاضي راتب النائب والاستمتاع بصلاحياته فقط.
الحزب الإسلامي "المعارض" الذي يحاول زج نفسه بترتيب الوسطية والاعتدال، يعمل باستراتيجية أوراقها مكشوفة عند الدولة وأخيرًا لدى القواعد الجماهيرية التي لم تعد ترغب بالمزيد من الدلال العاطفي واللعب على أوتار القضايا العامة والمطالبة بالإصلاح، في وقت يعاني الحزب أصلا من تشتت داخلي ونيات متباينة بين الأعضاء، ولا تطبيق فعلي "لأمرهم شورى بينهم" ، والاستقالات الأخيرة وفوضى التصريحات أثبتت أن الإسلاميين أنفسهم يفكرون بمبدأ "اللهم نفسي والمقعد" عشية التحضير للانتخابات النيابية في 10 أيلول.
وبالتحليل الذي يستند على معطيات واقعية، فإن الحصول على مقعدين مسلمين في الدائرة الثانية بعمّان أمر من الصعوبة البالغة أن يكون ، ولا أي قائمة كانت وفق المؤشرات كافة يمكنها الظفر بمقعدين، لاعتبارات تتعلق بكينونة وشكل القوائم والأسماء والزخم المناطقي في ثانية العاصمة .
أمر آخر يجعل من حزب جبهة العمل هشًا ومسوداته غير مكتملة ، وهو استقالة النيابي الإسلامي عبدالله العكايلة الذي قلب الطاولة على الجماعة في بيان أكد فيه أنه لن يترشح للانتخابات مجددا، وغير آسف على الحزب الذي كان يوما أحد أبرز الأصوات التي تنادي باسمه وتمثله تحت القبة، ولكنه في الوقت ذاته لم يعطِ تلميحات أنه انسلخ أو أنشق عن الفكر الإسلامي للحزب أو المرجعية الإسلامية في العمل العام على وجه العموم.
العكايلة كان واضحا من بيانه أنه أخذ على خاطره بعد اجتماع كبير نفذه الحزب وقرر فيه ترشيح وائل السقا الأمين العام على رأس القائمة العامة ، الأمر الذي بطبيعة الحال لن يعجب العكايلة الذي يرى في نفسه الأقدمية والخبرة ليكون هو الأول في قائمة الحزب بديلا عن السقا الذي ترى أوساط سياسية إسلامية أنه "عقل مالي" لكنه بحاجة إلى تأهيل جماهيري وتواصل أكثر حتى يكون على رأس قائمة واحد من أكبر وأكثر الأحزاب جدلا في الأردن.
والسبب الذي لم يكشفه حزب جبهة العمل كونه لم يعلق أصلا على قرار انسحاب واستقالة العكايلة واطلعت عليه "جفرا نيوز"، هو رغبتهم في طرح أسماء جديدة قديمة ولها لمسة حيوية وذات قابلية للاستمرارية تحت القبة بسياق ديناميكي، وربما البحث عن الأكثر جدليه بطرح اسم النقابي ناصر النواصرة، والشق الآخر أيضا يتمثل في أن الحزب يرغب أن يثبت للقواعد والمراقبين أنه غير قائم على أشخاص بعينهم ، ويمكنه الاستمرارية بذات النهج والطرح والتوجه بفكرة معنونة بأنه من يرغب بالذهاب فليكن، والفكرة الإسلامية لن تموت .