صاحب القفزات الذهبية.. برهومة صانع الحراس وكلمة سر الوحدات
يبقى لطعم الإنجاز مذاقه الخاص، وتزداد نكهته حلاوة، حين يعتريه الجد والتعب وعرق الاجتهاد في الملعب، متجاوزا المعوقات والصعوبات للوصول إلى الهدف، في بداية تستحق تسميتها "من الصفر"، ليخرج أصحابها من رحم المعاناة إلى عالم النجومية.
وزاوية "من الصفر" تقف في جديد محطاتها، عند عثمان برهومة، حارس المرمى السابق للوحدات، ومدرب حراس المرمى الذي تواجد في العديد من الأجهزة الفنية، ووقع على إنجازات "وحداتية" كثيرة لاعبا ومدربا، وهو الذي خرج من الزرقاء إلى النجومية بين الكبار، وتابع إبداعاته في تقديم العديد من حراس المرمى للوحدات والكرة الأردنية، ويتولى حاليا المهمة الفنية في لجنة تعاقدات الوحدات.
من دوريات المساجد والمدارس
يروي برهومة بداياته مع كرة القدم، قائلا: "ركضت وراء أحلامي الكروية منذ نعومة أظفاري، حيث انطلقت من دوريات المساجد، وفرق الحارات الشعبية، ومدارس الزرقاء، التي دافعت من خلالها عن عرين المنتخب المدرسي في العديد من البطولات الرسمية المدرسية".
وأضاف: " من نادي "العودة" في مخيم الزرقاء، كانت بدايتي النادوية، وبالتحديد في العام 1985، ودافعت عن مرماه وأنا لم أبلغ من العمر 16 عاما، وشاركته منافسات دوري الدرجة الأولى، وقدمت مستويات طيبة قدمتني إلى صفوف نادي "صور باهر" خلال الفترة من 1987 إلى 1989، ومنه التحقت بالأمن العام، الذي لعبت لمنتخبه العديد من البطولات، بمشاركة العديد من نجوم الكرة الأردنية".
قصتي مع الوحدات
ويقول المتخصص في صد ركلات الجزاء: "رشحني الإداري والمدير الفني السابق الراحل عزت حمزة للعب في صفوف الوحدات، وهو الطموح الحقيقي الكبير الذي تحقق بالعام 1989، إلى جانب زميلاي بالفريق المقدسي عماد الزغل وراتب الحسنات، وعشت في الوحدات النجومية الحقيقية، حيث الطوفان الجماهيري الكبير، والعشق المتبادل الذي كان حافزنا في المنافسات التنافسية المحلية".
وتابع : "وبعد أسبوعين من التحاقي بصفوف الوحدات، كانت المشاركة الرسمية الأولى في مباراة كأس الكؤوس الشهيرة أمام الفيصلي، والتي شاركت فيها بديلا لحارس المرمى ناصر الغندور وقتها، حيث شاهدني الراحل حمزة خلال التدريبات ولاحظ تميزي في التصدي لركلات الجزاء، وكانت الرهبة تتقدمني في مشاركتي الأولى، حيث الحضور الجماهيري الكبير الذي ملأ المدرجات عن بكرة أبيها، وتحولت الرهبة إلى حافز كبير، وكنت على قدر المسؤولية وساهمت بفوز الوحدات باللقب، ورقصت رقصتي الشهيرة وقتها، بعد الفوز بفارق ركلات الترجيح 4-3 عقب التعادل 2-2".
وزاد: "لعبت في صفوف الوحدات بين العامين 1989 و1996، إلى جانب أسماء كبيرة، أذكرها منها ناصر الغندور، يوسف العموري، جلال علي، رائد عساف، عبدالكريم الشدفان، عماد الزغل، راتب الحسنات، طه ذيب، وليد خاص، جهاد عبد المنعم، هشام عبد المنعم، ابراهيم سعدية، نادر زعتر وغيرها من النجوم الشهيرة، وشاركته الفوز بألقاب الدوري الأعوام 1991، 1994، 1995، 1996، وكأس الكؤوس العامين 1989 و1992، وكأس الأردن العامين 1989 و1996، ودرع الاتحاد العام 1995، وكانت فرحتنا كبيرة بإسعاد الجماهير الوحداتية الغفيرة، والتي كانت لا تبخل علينا بالدعم المعنوي والمادي".
وبين: "لعبت في أغلب المواسم وكنت أتبادل والغندور الدفاع عن المرمى الوحداتي، ولعبت العديد من المباريات أجملها أمام الاتحاد السوري بالبطولة العربية العام 1993، حيث تصديت لركلة جزاء، وفورا شاركت في هجمة ولعبت كرة طويلة، وصلت إلى طه ذيب الذي أرسلها عرضية، غمزها هشام عبد المنعم برأسية مسجلا هدف الفوز الثمين، وما زلت أجد أن الوحدات وجماهيره بطوفانها مختلف عن الفريق الحالي، ورغم أنني نلت أول راتب قدره 80 دينارا، حتى وصل إلى 180 دينارا، إلى أن الانتماء للوحدات وشعاره وجماهيره أغلى من كل الإغراءات المادية".
وحول مواقف طريفة في رحلته الكروية مع الوحدات، أجاب برهومة: "لم أكن مشهورا، ولم تكن تعرفني الجماهير إلى حد كبير، وكنت أمر من أمامها مرور الكرام، ولكن بعد بمشاركتي في مباراة كأس الكؤوس، ومساهمتي في رد ركلات الترجيح والفوز على المنافس التقليدي الفيصلي، أصبحت لا أستطيع المرور من شارع النادي، وكان سائق التاكسي أو السرفيس لا يقبل أن يأخذ مني الأجرة، وكذلك المطاعم والعديد من المحلات، فعشت النجومية الحقيقية مع الوحدات".
المنتخبات الوطنية والاعتزال
وتناول برهومة حكايته مع المنتخبات الوطنية، قائلا: "تشرفت بالدفاع عن ألوان المنتخبات الوطنية، حيث وقفت بين خشبات منتخب الشباب في العامين 1989 و1990، تحت قيادة المدرب الراحل عزت حمزة، ودافعت أيضا عن مرمى المنتخب الرديف، تحت قيادة الراحل المدرب مظهر السعيد، إلى جانب ناصر الغندور ومعتز الريشة، ووقتها خضنا العديد من المباريات الودية، وكانت لنا مشاركة في كأس فلسطين بالجزائر إلا أنها ألغيت وقتها، لكن أتذكر المباراة الودية مع المنتخب الوطني الأول والتي حظيت برعاية الراحل المغفور له الحسين بن طلال".
واستطرد: "شعرت أنه حان وقت وداع المستطيل الأخضر عام 1996، وترجلت عن صهوة العطاء في مباراة اعتزالي التي جمعت الوحدات ونجوم الأندية على الملعب البلدي بالزرقاء وسط حضور جماهيري مقبول، لكن بقيت كرة القدم وحراسة المرمى شغفي الكبير إلى يومنا الحالي".
برهومة والتدريب
ويؤكد برهومة، أن عشقه الكروي جعله يبقى في دروبها من خلال التدريب، موضحا: "توجهت إلى التدريب بعام 2000، وحصلت على كافة الدورات التدريبية الآسيوية (A وB وC)، إلى جانب دورتين معايشة في مصر، إحداهما في نادي المقاولون العرب بتنظيم من الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، والثانية مع الأهلي تحت إشراف مدرب حراس المرمى النادي الأهلي وقتها المحاضر أحمد ناجي".
وأضاف: "وفورا التحقت بفرق الفئات العمرية لنادي الوحدات مدربا لحراس المرمى، وكانت أولى تجاربي التدريبية مع فريق الوحدات الأول في الموسم 2008، برفقة المدير الفني وقتها أكرم سلمان، وساهمنا بإحراز الفريق الرباعية التاريخية الأولى بالتتويج بجميع ألقاب الموسم، وتكرر تواجدي ضمن الجهاز الفني بقيادة الكرواتي دراجان، وأيضا كررنا الرباعية مرة ثانية، وتواجدت في الجهاز الفني بقيادة عبدالله أبو زمع، وساهمنا بتتويج الفريق بلقب الدوري 2014 و2015، و2020 وكأس الأردن 2014، والسوبر 2014، ودرع الاتحاد 2020، وتواجدت أيضا بالجهاز الفني بقيادة جمال محمود، وظفرنا بلقب الدوري 2018، وكأس السوبر 2018، ودرع الاتحاد 2018، وكنت ضمن الأجهزة الفنية التي تواجد فيها المدربون، العراقي عادل يوسف، السوري محمود قويض، والتونسي قيس اليعقوبي".
وأشرف برهومة على الكثير من حراس المرمى في مسيرته التدريبية، أبرزهم عامر شفيع، محمود قنديل، مالك شلبية، فراس صالح، عبدالله الفاخوري وتامر صالح، إضافة إلى الحارس الخبير معتز ياسين في فريق شباب الأردن.
وبرر برهومة سبب ابتعاده عن التدريب مؤخرا بقوله: "اعتذرت في الفترة الأخيرة عن أكثر من مهمة تدريبية مع الوحدات، وذلك بسبب معاناتي من آلام "ديسك الرقبة"، لكني أفتخر بتواجدي بلجنة التعاقدات التي يرأسها ياسر أبو شيخة، وما يميزنا العمل بسرية، وأبرز المعيقات تتلخص في الجانب المالي، حيث يتدخل رجال أعمال وحداتيين لمساعدتنا في حسم الصفقات فيما إذا ارتفعت قيمة الصفقة عن السقف الموضوع والمحدد بـ40 ألف دولار". ويعتقد برهومة أن حراسة مرمى الوحدات بخير، بتواجد عبدالله الفاخوري، أحمد الجعيدي والفالوجي والطرايرة، وجميعهم يتمتعون بمزايا حارس المرمى المميز وهم قادرون على التألق.
عن حظوظ المنتخب الوطني في الدور الحاسم من تصفيات مونديال 2026، قال برهومة: "يملك المنتخب الوطني حظوظا كبيرة ببلوغ كأس العالم 2026، تبعا لتطور مستواه ونتائجه وحصوله على وصافة بطولة كأس آسيا، ويملك جيلا ذهبيا الذي خدمته الظروف للتواجد في تشكيلة المنتخب الحالي، ولدي تفائل كبير بالمدير الفني الجديد المغربي جمال سلامي".