كـي لا نغتـال أحـلام شـبـابنـا.. فلنـدعمهـم بصدق
حمزة العكايلة
الإعلام هو سلاح الدولة الذي لم تنفد ذخيرته منذ نشأة المملكة عبر عقول وطنية راكمت المنجز بالإخلاص والذود عن تاريخ الأردن ومواقفه، وكان في كل المفاصل والمنعطفات يدافع عن رسالة الوطن وقيمه ومبادئه.
وفي وقت يذكره البعض من أبناء شعبنا العزيز، كان هدير بعض الإذاعات والمحطات في المنطقة يشوش ذاكرة الأمة بالزور والبهتان على هذا الوطن، لكن الراحل الكبير الملك الحسين بن طلال، كان بسواعد وعقول المخلصين من أبناء شعبه يراكم مسيرة البناء الوطني مدركاً ومؤمناً بأهمية الإعلام، لنشهد ولادة مؤسسات إعلامية على رأسها مؤسسة الإذاعة والتلفزيون ووكالة الأنباء وعديد الصحف التي كانت على الدوام في خندق الوطن، وجابهت أصوات التخريب والضلال بالحجة والبرهان وقوة المضمون وصدقه.
وتراكم الإنجاز منذ تولي جلالة الملك عبدالله الثاني سلطاته الدستورية، فاتحاً آفاق الحرية لإعلامنا بحدٍّ سقفه السماء، وعلى تلك الخطى نقرأ بأهمية وبمعانٍ عميقة الدلالات مضامين زيارة نائب جلالة الملك سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد لمجموعة الراية الإعلامية، التابعة للقوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي.
إن حديث سمو ولي العهد بأهمية دور الإعلام المهني المسؤول في إيصال الحقيقة بدقة وموضوعية، ودعوته إلى الاستمرار بمواكبة التطورات في مجال الإعلام، وتدريب الشباب حديثي التخرج على المهارات الإعلامية، يعني بوضوح أن نأخذ بأيادي شبابنا وأن نعطيهم الفرص التي يستحقون، فهم قادرون على رفد خزان الإعلام الوطني بمدادٍ متدفق من العطاء والمسؤولية والمهنية، والتي تصب جميعاً في تدعيم رسالة الدولة وحمل مشروعها الكبير الذي وجه إليه جلالة الملك مع باكورة المئوية الثانية للدولة الأردنية بتحديث شامل على المسارات السياسية والاقتصادية والإدارية.
ولعلني أقرأ مضامين زيارة ولي العهد من زاويتين، الأولى مفادها السير على توجيهات جلالة الملك بتمكين شباب وشابات الوطن في مختلف المجالات، حين قال لدى افتتاحه أعمال الدورة العادية الثالثة لمجلس الأمة بأن المرحلة المقبلة تستدعي ضخ دماء جديدة لتنفيذ التحديث، داعياً جلالته جميع مؤسسات الدولة والقيادات لدعم الشباب والنساء والأخذ بيدهم لتعزيز دورهم، فعلا لا قولا، فالمستقبل لهم، وعلينا أن نفسح الطريق أمامهم، وختم جلالة الملك قوله بعهدٍ وضمانة وهنا نقتبس «وعهدي لهم ألا نسمح باغتيال أحلامهم في التحديث والتطوير».
ومن هذا العهد الملكي، نقرأ مضامين حديث سمو ولي العهد بأهمية دور الإعلام المهني المسؤول في إيصال الحقيقة بدقة وموضوعية، ودعوته إلى الاستمرار بمواكبة التطورات في مجال الإعلام وتدريب الشباب حديثي التخرج على المهارات الإعلامية، في رسالة مفادها أن نراكم على مسيرة إنجازات إعلامنا والذي بقي الحصن القوي الذي انزلقت على صلابته كل محاولات النيل من مواقف الأردن وقيادته وتضحيات شعبه، فهذا الوطن قدم لأمته الكثير وما يميليه واجب الدم والضمير والمصير، وسيبقى بإذن الله، بقيادته وجيشه وأجهزته الأمنية وشعبه وبأقلام وأفكار أبنائه وبناته في قطاع الإعلام، قلعة الصمود التي لن تنال منها أجندات وبرامج الفتن والخراب إلا الخسران المبين.
ومن زاوية ثانية، فإننا نقرأ زيارة ولي العهد، من باب التقدير الذي تستحقه المؤسسات الوطنية الرائدة، وهو نهج هاشمي متواصل في تحفيز أصحاب الإنجاز وتقديم الدعم لهم ليواصلوا مسيرتهم، متسلحين بإسناد من قيادتهم وبوعي أبناء شعبنا، وهنا أجدني ملزماً من واجب المهنية التي نشأنا عليها في جريدة الدستور، أن أتقدم بتحية التقدير لمجموعة الراية الإعلامية التابعة للقوات المسلحة برئاسة فخرية للمجموعة من سمو الأميرة زينة الفيصل، فقد كان لي شرف العمل في المجموعة قبل سنوات قليلة، وزاملتُ كوادر مؤهلة قدمت ولا تزال تقدم للوطن في مسار الإعلام ما يبعث على الفخر، وكان لها الأثر والتأثير في نقل الحقيقة وإبراز الرأي والرأي الآخر، وصناعة المواد الإعلامية الهادفة المهنية التي كانت تصب على الدوام في تصويب مسارات الخلل وتعظيم المنجز بالوقت ذاته، وكان للمجموعة أيضاً الأثر في رفد العديد من المؤسسات بالكفاءات ذات المهارة الكبيرة، فصدرت مجموعة منهم لعديد المواقع الوطنية وهم يؤدون دوراً مهماً يحمل من الرؤية وعميق الأفكار ما يبرهن أن هذا الوطن سيبقى ولاداً للقيادات من شبابه الذي لا يحتاجون سوى للفرص المناسبة.
أما الدستور، التي أفتخر واعتز بأنها أول بيت إعلامي احتضننا وزرع فينا مبادئ المهنية والحرية المسؤولة الهادفة لخدمة الوطن وأبنائه، فقد كان لها السبق في التقاط رسائل وتوجيهات جلالة الملك وولي العهد، فهي بتوجيهات مباشرة من رئيس التحرير المسؤول تخطو اليوم نحو إعلام رقمي هادف محصن بالكفاءات والمهارات عبر ما وفرته من تدريب لشباب وشابات الجامعات من كانوا على مقاعد الدراسة أو تخرجوا، وقد برهنوا على كفاءة ومقدرة كبيرة، كان عنوانها أنهم يريدون الفرصة فقط، ونحن من على منبر «الدستور» نقول «كي لا نغتال أحلام شبابنا.. فلندعمهم بصدق ولنلتقط رسائل الملك وولي العهد».