«مقبرة القانون الدولي»

لما جمال العبسه

«غزة... مقبرة للقانون الدولي» هكذا كان وصف وزير الخارجية أيمن الصفدي بعد استهداف جيش الاحتلال الصهيو أمريكي لقافلة إنسانية تابعة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، دائما ما يجيء وصف الصفدي للمقتلة الدائرة على الفلسطينيين في قطاع غزة منذ 10 اشهر يصيب كبد الحقيقة بكلمات معدودات تلخص ما جرى وسيجري لاحقا نتيجة الانتقام ليس فقط من فلسطينيي القطاع بل ومن كل فلسطيني داخل حدود فلسطين المحتلة على يد هذا الجيش الفاشي، الذي اخر ما سمع عنه هو الإنسانية.

وتحت مظلة القوانين الدولية، وما أصدرته محكمة الجنايات الدولية ومحكمة العدل الدولية وتبجح قادة الكيان الصهيوني الفاشي في انتقادهم للقرارات الدولية، نجد استمرارا للدعم الأمريكي للمواقف الصهيونية بشأن القرارات الدولية سواء تلك المتعلقة بجرائم الحرب او الابادة الجماعية وإطلاق العنان لقطعان المستوطنين المدججين بالاسلحة للاستيلاء على أراضي الضفة الغربية تحت غطاء الجيش الصهيوني وإعمال آلته العسكرية في هدم المنازل وقتل الناس هناك، عدا عن ذلك القرارات المتعلقة بضرورة وقف الهجوم الفاشي على مدارس الأونروا او المناطق التي تدعي بأنها آمنة، ووقف المجاعة التي يرى فيها هذا الكيان الفاشي أسلوبا ممتازا لقتل اكبر عدد ممكن من الفلسطينيين جوعا.

حتى عندما ادعت الإدارة الأمريكية انها تأسف للوضع الانساني المزري في القطاع وأنها ستساعد الناس بإرسال الغذاء لهم من خلال ما عُرف حينه بالرصيف العائم المؤقت على شواظئ شمال القطاع، وتدعي بأن هذا الميناء جاء لادخال هذه المساعدات للمنطقة الشمالية، لم تقل حتى اعلان تفكيك هذا الرصيف حجم المساعدات التي عبرت من خلاله في اشارة واضحة الى ضآلتها وان انشاءه لم يكن لهذه الغاية بل لغايات اخرى كما قالت سابقا، منها ضمان الامدادات العسكرية للجيش الصهيوامريكي، وسد طريق البحر امام المقاومة وما الى ذلك من اسباب تندرج تحت بند اطباق الحصار على شمال القطاع.

يوما بعد الاخر، تتعاظم تداعيات الحرب الفاشية التي يشنها جيش الاحتلال الصهيوني، ورئيس حكومة دولة الكيان الصهيوني وبسبب تعنته الذي لا مثيل له لتحقيق اهدافه الشخصية، وإطلاق يد اليمين المتطرف في الضفة الغربية والمباركة الأمريكية لتصرفاته التي بدأ شارعه يضيق ذرعا بها، وسع الحرب لتتجاوز شمال وجنوب فلسطين التاريخية، لتصل الى اطراف الجزيرة العربية وما سيأتي اعظم، خاصة وان الانتخابات الأمريكية التي ستبدأ في تشرين الثاني المقبل تتطلب ارضاء الحركة الصهيونية هناك، كما ان كلمته امام الكونجرس على الرغم من انها ستكون اكبر كذبة في حياة بنيامين نتنياهو الا انه من المتوقع ان تلقى تصفيقا حارا ودعما غير مسبوق.

السؤال.. هل تستطيع واشنطن بإدارتها الحالية والادارة الجديدة المقبلة مواجهة كل التداعيات التي تركتها الحرب الشعواء على فلسطين المحتلة عموما وقطاع غزة بوجه خاص؟ وهل هناك ضمانات لايقاف هذا المتهور نتنياهو الذي سيفتح ابواب جحيم في المنطقة اكبر مما هي عليه الآن؟!