خطوة أميركية نحو التصويب
حمادة فراعنة
سجل الرئيس الأميركي بايدن خطوة شخصية وسياسية مهمة، بتراجعه عن الترشيح للرئاسة في شهر تشرين الثاني المقبل، وبذلك قلل من فرص الرئيس المهزوم ترامب من النجاح المؤكد لو واصل بايدن معركته الخاسرة.
ترشيح كاميلا هاريس للتنافس خطوة إضافية على طريق النجاح، كامرأة، ومنحازة للجناح التقدمي داخل الحزب الديمقراطي الذي يقوده بيرني ساندرز الذي يحترم الأقليات والتعددية داخل الحزب، والأكثر استجابة لحقوق الشعب الفلسطيني.
صحيح أن خيار الولايات المتحدة كان وسيبقى مع المستعمرة الإسرائيلية نظراً لعدة عوامل:
أولها بسبب نفوذ المسيحية الصهيونية الأكثر انحيازاً للمفاهيم التوراتية.
وثانيها نفوذ الحركة الصهيونية والجناح اليميني في الطائفة اليهودية الأيباك.
وثالثها مصالح الولايات المتحدة الأمنية والعسكرية منذ الحرب الباردة في مواجهة الشيوعية والاشتراكية والاتحاد السوفيتي والأنظمة الحليفة.
ولكن ثمة عوامل مستجدة تفرض نفسها على المشهد السياسي:
أولها اتساع نفوذ الجاليات الفلسطينية والعربية والإسلامية والإفريقية داخل الحزب الديمقراطي ولدى المصوتين الأميركيين في انتخابات الرئاسة والنواب والشيوخ.
وثانيها تطرف المستعمرة الإسرائيلية في سلوكها الفاشي الهمجي في قمع الشعب الفلسطيني وحرمانه حقوقه الوطنية الإنسانية والسياسية، واتساع وتعاظم الإدانات الدولية لسلوك المستعمرة، مما تسبب بالحرج للمواقف الأميركية وسياساتها.
وثالثها تعاطف أغلبية بلدان العالم مع معاناة الشعب الفلسطيني الإنسانية واحترام تطلعاته السياسية وحقوقه المشروعة في الاستقلال، التي تحظى بتأييد أغلبية بلدان العالم التي تُصوت لصالح فلسطين بشكل بارز والاعتراف بالدولة الفلسطينية من بين 193 دولة عدد أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة، تعترف 149 دولة بفلسطين.
كعرب ومسلمين ومسيحيين، لنا مصلحة في عدم نجاح الرئيس المهزوم ترامب، الأكثر انحيازاً لليمين الإسرائيلي، والأكثر عداء للعرب وللمسلمين وللاقليات، ولهذا نتطلع لنجاح هاريس على حساب ترامب وهزيمته، وكما حصل في بريطانيا نجاح حزب العمال، وفي فرنسا نجاح اليسار، نتطلع لانحياز الشعب الأميركي لصالح كاميلا هاريس، لأن ذلك يختصر العديد من المعارك التي يمكن مواجهتها، بدلاً من خوضها وتحمل تبعاتها وآثارها لو نجح ترامب.
الشيء المؤكد أن صمود الشعب الفلسطيني ونضاله الباسل الشجاع هو الأساس، ونضالات الشعوب العربية نحو الديمقراطية وكبح التسلط الأحادي في الإدارة والأنظمة، يختصر عوامل الزمن في الوصول إلى الكرامة والديمقراطية والتعددية والمساواة لشعوبنا العربية، التي تستحق الأفضل دائماً، ولكن التحولات الايجابية في العالم تصب لمصلحة الشعب الفلسطيني والشعوب العربية، وهذا ما يدفعنا لمراقبة هذه التحولات والرهان عليها.