القطاونة يكتب إنسحاب بايدن أم فوز ترامب...!
إعداد: د. عادل محمد القطاونة
واشنطن - الولايات المتحدة الأمريكية. مع إقترابِ موعد الإنتخابات الرئاسية الأمريكية، وبعد المناظرة التي جرت بين ترامب وبايدن قبل أسابيع قليلة، باتَ الحزبُ الديمقراطي في موقف حرج، ففرصُ فوز بايدن على حساب ترامب بدأت بالتراجع؛ هذا الوضع دفع العديد من القياداتِ في الحزب الديمقراطي إلى محاولة إقناع الرئيس بايدن بتركِ الترشح للإنتخابات الرئاسية لحساب مرشح آخر، قادر على حسم السباق وإقصاء المرشح الجمهوري دونالد ترامب من الفوز بالانتخابات الرئاسية المقبلة ..!
الشارعُ الأمريكي لم يحسم قراره النهائي بعد في التصويت، مع أفضليةٍ لصالح ترامب في الوقت الحالي، بإنتظار ما سوف تسفرُ عنه المفاوضات بين الرئيس بايدن وقادة الحزب في الكونغرس والأصدقاء المقربين الذين يريدون حفظ الإرث السياسي والتاريخي لبايدن وإقناعه بالإنسحاب من سباق الرئاسة.
فوزُ ترامب على حساب بايدن يرى فيه كثيرون بعداً مختلفاً يتجاوز الرئاسة، حيث يصفهُ البعض بأنه سيشكلُ نقطة تحول في السياسة الأمريكية القادمة، وأن ترامب لديه رؤية مختلفة في السياسة الخارجية والداخلية الأمريكية كملف الحرب الإسرائيلية على غزة، والروسية على أوكرانيا، إضافة إلى الملف الإيراني والكوري الشمالي، العلاقات مع الصين، الموازنة العامة والدين العام الأمريكي، التضخم وأسعار الفائدة، ملف المهاجرين واللاجئين، الضرائب والمعونات، وغيرها من القضايا والملفات..!
باراك أوباما الرئيسُ الأمريكي السابق، والذي ساهم بشكل كبير في تقديم الرئيس بايدن بالحزب الديمقراطي عندما قام بتعيينه نائبًا له إبان فترة حكمه، وحسب مقربين فإنه يعتقد أن على بايدن أن يكون أكثر قوةً وحكمة في التعامل مع هذا الموقف من خلال تنازله عن الترشح وفتح الباب أمام الديمقراطيين لإختيار مرشح جديد، قادر على إعادة ترتيب الأمور بشكل أفضل، ومواجهة ترامب في أي مناظرات انتخابية أو مقارنات سياسية أو فكريةٍ مستقبلاً ..!
بايدن المنعزل حالياً في منزله بسبب إصابته بفيروس كورونا ينتظر منه الكثيرون قراراً حاسماً في القريب العاجل، بالإنسحاب وفتح المجال أمام مرشح جديد ليتوافق ذلك مع قناعات الكثير من المواطنين بأن بايدن ليس قادراً على العمل كالسابق بسبب كبر سنه الذي تجاوز الواحد والثمانين عاماً، وأن الوقت قد حان من أجل الراحة والهدوء بعد حياة حافلة بالعمل في العديد من المواقع والتي كانت موضع تقدير الكثيرين في الولايات المتحدة الأمريكية!
يبقى السؤال: هل سيفتح بايدن الباب أمام الديمقراطيين من أجل البقاء في السلطة، أم أن الحزب سيكون أمام مرحلة أخرى يرى فيها البعض أنها قد تكون أكثر من مجرد فقدان الرئاسة..! بل قد يؤدي إستمرار بايدن لتغير جوهري في المشهد السياسي بالولايات المتحدة، كما حدث في بريطانيا قبل أسابيع بهزيمة قاسية لحزب المحافظين وتصدر حزب العمال المشهد السياسي …!