انتخابات نيابية للأحزاب وقوائمها على أسس برامجية .. أين هي؟
د. محمد أبو بكر
أسابيع قليلة تفصلنا عن الاستحقاق الدستوري الأهمّ وهو الانتخابات النيابية المقبلة ، والتي سيجري جزء منها على أساس القائمة الوطنية العامة ، أو ما يسمّى القوائم الحزبية، حيث منح القانون الأحزاب 41 مقعدا في المجلس النيابي العشرين .
وتستعد الكثير من الأحزاب للمشاركة في الانتخابات ؛ منها من أعلن قائمته أو جزءا منها ، وهناك من ينتظر الإعلان عن ذلك في غضون الأيام المقبلة ، ونعلم جميعا بأن تلك القوائم يجب أن تعلن برامجها المختلفة، فمن المفروض أن يجري الاختيار حسب البرنامج الذي يؤمن به الحزب ، ويعتقد بأنه يروق لقطاعات واسعة من المواطنين .
ومن خلال متابعة ما يجري على الساحة الانتخابية والحزبية ، فلم نلحظ حتى الآن برنامجا حزبيا واحدا ، وحين أجريت اتصالا مع قيادي حزبي أشار بأنّ برنامج الحزب موجود على موقع الحزب الإلكتروني ، مما أثار استغرابي ، ونحن ندرك بأن مواقع الأحزاب نادرة المشاهدة ، وقليلا ما يتابعها المواطن الأردني ، ولا أعتقد بأنّ ذلك يصبّ في خدمة أي حزب سياسي ، ونحن لم نقرأ بعد برنامجا واضحا لقائمة حزبية .
قد تجد الكثير من الأحزاب صعوبة في صياغة برامجها ، وكان يمكن لها الاستعانة بأصحاب الخبرة ، حتى لو كانوا من خارج الحزب ، وأعتقد بأن ما يجري اليوم يشكّل حالة سلبية يجب النظر إليها باهتمام وجديّة ، فالحزب الذي لا يستطيع صياغة برنامج انتخابي يجدر به احترام نفسه واحترام المواطن وعدم الخوض في هذا المعترك .
البرنامج الحزبي هو الأساس في اختيار القائمة ، لا يهمّ أبدا الشخوص ونوعيتهم ، فالانتخابات على أساس حزبي تجري في مختلف دول العالم الديمقراطي من خلال البرامج المطروحة ومدى توافق الناس عليها ، وغير ذلك فإنّه يمكن للحزب السياسي التحوّل لديوان عائلي يكفيه عبء صياغة برنامج لا يقدر عليه .