نعم، تستطيع ترك التدخين !
محمد داودية
سأعيد بسط تجربتي البسيطة، في التخلص من وباء التدخين الذي تخطيت شروره ومضاره، بيسر وبساطة.
كنت أمشي كل صباح، لفَّةً كاملة طولها 5 كيلومترات في غابة الهلتون القريبة من منزلي في شارع المهدي بن بركة بالرباط، التي تتميز بمساحتها الفسيحة، وبأشجارها الباسقة، وبزهورها المتنوعة، وذلك طيلة مدة خدمتي سفيرا في المغرب، التي استمرت من آب 1998 إلى تشرين الأول 2003.
بعد ان انهيت جولتي الصباحية فيها، خرجت من غابة الهلتون، وأنا غارق في العرق والنشوة، ولمّا حاولت أن آخذ نفسًا عميقًا، كما افعل كلما أَنْهيت المشي الصباحي، تعثر النَّفَسُ و»دَقَر» ولم يخرج متواصلًا سلسًا، كما في كل مرة، جاء مثل «جعرة قير» شاحنة قديمة. قلت لنفسي: نَفَسي يتعثر الآن، فكيف يكون بعد مرور عشر سنوات من التدخين؟!
وقلت لنفسي: هل يجب أن تنتظر الجلطة يا بو عمر حتى تقلع عن التدخين؟! وصلت إلى المنزل واتخذت أسرع وأعقل وأبسط قرار في حياتي، طلّقت التدخين. كان ذلك في حزيران 2002، بعد تدخين ثلاثين سنة.
تركت التدخين ببساطة متناهية، لم أتوقعها أبدا، تركت عادة التدخين المدمرة، بلا أية آلام !
من الطبيعي أن يتهمني البعض بالحكمة المتأخرة أو بالقول سنتوقف عن التدخين بعد أن ندخن 30 سنة كما فعلت !! حسنا، إن «جهلي» 30 سنة، لا يوفر مبررًا للأصدقاء، لتكرار الجهل الذي وقعت فيه، كي لا أقول الخطيئة التي ارتكبتها بحق نفسي والآخرين.
في تقديري المعتمِد على تجربتي، أن ترك التدخين، قرار أبسط من أكثر القرارات التي نتخذها، لأن وضوح منسوب الضرر الناجم عن الاستمرار فيه، مُجْمعٌ عليه، وهو ضرر واضح جليٌ لا مراء فيه.
لا تخطط لترك التدخين يا صديقي، لا تنتظر شهر رمضان الكريم لتستعين به على التدخين. عادة التدخين ليست «كِتْبة» !! سأظل أعيد وأكرر وأزيد، بكل محبة وغيرة وحرص عليكم: «أن ترك وباء التدخين، أسهل من شلح الجرابات». وأن ترك التدخين استحقاق لا يحتمل التأجيل.
ترك التدخين يكون الآن، وفورًا، وبدون لكلكة !!