إدارة بايدن الأكثر إخفاقًا
نسيم عنيزات
تعتبر رئاسة جو بايدن للولايات المتحدة الأمريكية التي تقترب من نهاية عامها الرابع وفترتها الرئاسية الأكثر اخفاقا في تاريخ الحزب الديمقراطي الحاكم الحديث. هذه الإدارة التي يظهر عليها التردد وعدم القدرة على الحسم في بعض القضايا والمواقف الدولية والعالمية والأكثر دموية وحروب في منطقتنا والعالم.
ففي الوقت الذي عحزت به عن تحقيق ما وعدت به اوكرانيا التي ورطتها بحرب مع روسيا بهدف إضعاف الأخيرة خدمة لمصالحها ودول الغرب، عجزت عن عمل شيء او حتى إيقاف الحرب التي دمرت الكثير في اوكرانيا وخلفت الاف القتلى والجرحى كما خسرت جزءا من أراضيها التي سيطرت عليها القوات الروسية مكتفية بمد الاوكرانيين بالسلاح والعتاد بهدف اطالة امد الحرب واغراق الدولتين في حرب لا نعرف نهايتها.
والمشهد نفسه يتكرر في فلسطين وما يتعرض له قطاع غزة من حرب همجية وابادة جماعية على ايدي قوات الاحتلال الإسرائيلي باسلحة وعتاد امركي وغربي.
وبعد اكثر من9 شهور من العدوان الإسرائيلي الذي خلف عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، وحوّل قطاع غزة الى مكان غير صالح للحياة او العيش نجد الإدارة الأمريكية عاجزة عن كبح العدوان او حتى الضغط على دولة الاحتلال الإسرائيلي بإدخال المساعدات إلى القطاع الذي يعاني سكانه من المجاعة والتشرد.
وتستجدي رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي نتن ياهو بقبول صفقة التفاوض المطروحة الان والتي صاغتها وقدمتها بنفسها او على الاقل تقديم اي تنازلات، الا انه اي نتن ياهو لا يلي اي أهمية او اهتمام للنداءات الأمريكية التي تبدو وكأنها تغرد منفردة وعاجزة امام التعنت الإسرائيلي الذي استغل حالة الضعف والارتباك اللذين يسيطران على الإدارة الأمريكية الحالية.
وفي موضوع الحريات وتعميق الديمقراطية التي كانت تنادي به اثناء الانتخابات والتي تعتبر جزءا ومعيارا من مبادئ واساسيات الحزب فان صمتها على المجازر الإسرائيلية، ودعمها اللامحدود عسكريا وسياسيا قد عراها واخرجها كليا من هذا القاموس، بعد ان اثبت زيفه وكيلها بمكيالين وميزانين مختلفين وصمتها عن تنفيذ قررات اممية بهذا الشأن وكذلك قرارات المحاكم الدولية.
وقد شاهدنا كيف تعاملت مع الاحتجاحات الطلابية التي اجتاحت بلادهم واصبحت بعض دول العالم والرأي العام العالمي ينظر لها بازدراء وعدم الإيمان بمبادئها.
اما فيما يتعلق بالملف الايراني فما زال التردد وحالة المد والجزر بسيطران على المشهد، وبعد التفاوض الذي أسفر عن تخفيف العقوبات والأفراج عن جزء كبير من الأموال الإيرانية التي كانت مجمدة في البنوك الدولية والوصول إلى صيغة تتعلق بالملف النووي جراء مفاوضات استهلكت وقتا طويلا كما وعد بايدن اثناء حملته الانتخابية عادت الامور إلى ما قبل الإدارة الحالية من حيث التوتر بالعلاقات وإعادة العقوبات. ضاربة عرض الحائط بمصالح حلفائها من دول الغرب.
حتى موضوع الهجرة والمهاجرين وكبح جماح التصخم عجزت عن تحقيق الأهداف التي وضعتها على الرغم من مرور أكثر من سنتين على خطتها.
وهناك امور وقضايا في الشان الداخلي الامريكي و أحداث كثيرة منها ما هو متناقض كموضوع الهجرة والمهاجرين او اقتصادي خاصة موضوع التضخم وزيادة نسبة الفوائد.
ناهيك عن سمعتها العالمية التي تزعزعت وعلاقاتها الدولية التي باتت تخضع لإعادة حسابات في كثير من الدول.