هل ستشهد الانتخابات النيابية القادمة مفاجآت من العيار الثقيل؟
د. محمد أبو بكر
ماذا يعني وجود تسعين ألف مؤسس في الأحزاب الأردنية الثمانية والثلاثين ، وهل يمكن لهذا العدد أن يوصل نوابا إلى البرلمان ، وهل هذا الرقم حقيقي أم ماذا ؟.
لا يهمّ أبدا إذا ماكان الرقم صحيحا أم لا ، والغالبية من المواطنين يدركون الحقيقة، لا بل ويدركون كيفية تجميع المؤسسين أو عقد المؤتمرات التأسيسية للعديد من هذه الأحزاب ، ولكن في كلّ الأحوال بات لدينا عمل حزبي جديد لابدّ من التعامل معه وعلى كافة الأوجه .
كثيرون يسألون ويتساءلون عن مدى تأثير الأحزاب في الشارع الأردني ، وهل تمكّنت هذه الأحزاب من إقناع الناس بطروحاتها وأهدافها ، صحيح أن عددا من الأحزاب وصل غلى مختلف مناطق المملكة ، ولكن هل استطاع حزب واحد منها العمل على تكوين قاعدة شعبية تؤازره وتناصره ؟.
قد تضمّ الهيئة التأسيسية في حزب ما عدّة آلاف من المؤسسين ، غير أنّ هؤلاء لايستطيعون إيصال نائب واحد للبرلمان ، فالعتبة الإنتخابية للقائمة الحزبية قد يصل عددها إلى خمسين ألفا من الناخبين ، وهذا يحتاج لقاعدة شعبية وازنة تحمل أعضاء من الحزب للمجلس النيابي .
لا يمكن القول بوجود تأثير حزبي في الشارع ، لا من الأحزاب الجديدة ولا من تلك التي كانت قائمة في السابق ، ولا حتى من أحزاب اليسار والقوميين ، ناهيك عن ضعف حالة أحزاب الوسط التي ستبقى تعاني مادامت رضيت بهذه الحالة من الإنزواء والإنكفاء .
بعض الاحزاب لها قواعد جماهيرية ومنها على سبيل المثال جبهة العمل الإسلامي وهو الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين الذي يتمتع بقاعدة شعبية تؤمن بأفكاره وبرامجه ، هؤلاء ليسوا أعضاء فعليين أو مؤسسين ، بل تيار شعبي مؤازر ، لديه الرغبة في إيصال أكبر عدد من المترشحين للبرلمان ، وهذا التيار قد يفوق عدده المائتي ألف مناصر .
القائمة الحزبية على مستوى الوطن مسؤولية أكبر بكثير مما تستطيع غالبية الأحزاب تحمّلها ، ويثور سؤال بين حين وآخر حول مقدرة الأحزاب على تجاوز العتبة الإنتخابية ، والمعضلة الكبرى سوف تتمثّل في عدم حصول أي حزب على الحد الأدنى باستثناء الإسلاميين الضامنين لشارعهم وقدرتهم على التحشيد ودفع المواطنين نحو صناديق الإقتراع .
فهل سنشهد مفاجآت في الإنتخابات النيابية المقبلة ، أم أنّ ماذهبنا إليه هو مجرّد أضغاث أحلام ؟