صور صادمة تكشف الفرق بين القلب المعتل والسليم

في بحث يشكل سابقة علمية، توصلت مجموعة من جرّاحي القلب إلى تقنية حديثة مكنتهم من الدخول إلى أعماق أنسجة وخلايا القلب البشري، والتمييز بين القلب السليم والمعتل، من خلال منظار متناهي الصغر.

 

وبحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، سيُكشف النقاب عن البحث المتطوّر، غداً الجمعة، ضمن مهرجان UCL للهندسة العلمية على "مسرح بلومزبري" في مدينة لندن العلمية، من خلال إطلاق الفيديو، الذي يوثق عملية التنظير وتفاصيلها كاملة، ومدته دقيقتين ونصف.

 

نصف سماكة شعرة

سمحت التقنية الحديثة للجراحين البريطانيين والفرنسيين بتصوير البنية التشريحية للقلب من خلال "الأشعة السينية"، بواسطة ثقب لا يزيد عن "20 ميكرومتراً"، أي ما يعادل نصف سماكة شعرة الإنسان.

كما تمكنت هذه الطريقة الحديثة من الوصول إلى مواقع داخل القلب صورتها على مستوى الخلايا، من أجل إجراء مقارنة بين قلبين كاملين من متبرعين بالغين متوفيين، أحدهما سليم والآخر مريض.

 

بين القلب السليم والعليل

أما القلب السليم فهو لمتوفى ذكر بعمر الـ63 عاماً دون أي مشاكل في القلب، بينما القلب العليل كان لامرأة توفيت بعمر الـ87 عاماً، وتعاني من ضعف في عضلة القلب، إضافة إلى انخفاض تدفق الدم.

وتبيّن أن القلب السليم يكون شكله محدداً وواضحاً كالعادة، فيما القلب العليل يكون مستديراً، مع أوعية وألياف عضلية ذابلة.

 

أدق التفاصيل

أوضح البروفيسور بيتر لي، من قسم الهندسة الميكانيكية العلمية في كلية لندن، في الفيديو، أنّ ما توصلوا إليه من تصميم لقلب الإنسان، يشبه خرائط "غوغل إرث"، التي ترصد تضاريس الكرة الأرضية حتى أعماقها.

كما تسمح بمشاهدة العضو بأكمله على نطاق واسع، مع إمكانية التكبير والتوسيع بين الأوعية والشرايين، وصولاً إلى كل ميزة من ميزات القلب، حتى الخلايا، بتفاصيل غير مسبوقة.

وإحدى المزايا الرئيسية لهذه التقنية هي توفير رؤية ثلاثية الأبعاد كاملة للعضو أفضل بنحو 25 مرة من الماسح الضوئي الـ"سكنر"، وفق البروفيسور لي. لكن هذه التقنية لن يتم تطبيقها على البشر الأحياء حالياً، لأن نسبة الإشعاعات ستكون مرتفعة جداً.

ومع ذلك، أوضح البروفيسور أن الدراسات مستمرة لاستخدام هذه التقنية بشكل روتيني وطبيعي في المستقبل القريب، حيث أن تصوير كل قلب ينتج أكثر عن خصائص أكثر بمليون مرة من التصوير المقطعي القياسي، وهو ما يسعى العلم إليه.