الحسين يضع أسسا واضحة لنجاح مؤكد للأمن السيبراني

نيفين عبدالهادي

الأمن السيبراني، ليس مجرد علم حديث بات يفرض نفسه على الثقافة الأمنية والعسكرية، إنما هو حالة يجب الأخذ بها على محمل المتابعة، والوقوف على كل حديث بهذا العالم الذي بات ضرورة، ويأخذ العالم نحوه بشكل سريع، والبقاء على هامشه حتما سيجعل من قطاعات كبيرة وحساسة أيضا على هامش الوقاية والحماية، وهذا ما تنبه له الأردن منذ أكثر من ثلاثة أعوام بتوجيهات مباشرة من جلالة الملك عبد الله الثاني.

وعلى نهج جلالة الملك، أكد سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد أمس الأول خلال اجتماع في قصر الحسينية مع المسؤولين المعنيين بالأمن السيبراني، على «ضرورة تطوير أنظمة استجابة للحوادث السيبرانية الطارئة، خصوصا للقطاعات الحرجة والمهمة، ودعم المشاريع والتعاملات الرقمية للتسهيل على المواطنين»، واضعا سموه نهج عمل مؤطرا بصيغة عملية فيما يخص الأمن السيبراني، وهذا الجانب الهام لجهة حماية القطاعات الحرجة والمهمة، وكذلك لجهة دعم التعاملات الرقمية للتسهيل على المواطنين، ليصبح هذا الجانب يتمتع بمزيد من التطور، وكذلك بمزيد من العملية، ودمجه بتفاصيل حياتية يرى المواطنون أثرها على إجراءات ربما تأخذ اليوم منهم وقتا وجهدا تصبح سهلة.

أمس الأول، اطلع سمو ولي العهد، على تقدم سير عمل البرنامج الوطني للأمن السيبراني، ايمانا من سموه بأهمية هذا الجانب وانعكاساته على حماية أمن كافة القطاعات والمؤسسات من أي هجمات سيبرانية، وكذلك في تسهل معاملات المواطنين، وهي رسالة من سموه غاية في الأهمية بتسليط الضوء على هذا الجانب الهام، ووضعه تحت مجهر المزيد من الاهتمام وكذلك لوضعه في السطور الأولى من الأولويات، كونه جانبا هاما ويوليه العالم اليوم أهمية كبيرة، كون الحاجة له تضاعفت مع التطورات التكنولوجية التي يشهدها العالم والالكترونية والرقمية.

وفيما أشاد سمو ولي العهد بجهود المؤسسات المعنية في ملف الأمن السيبراني خلال العامين الماضيين، لفت «إلى أهمية حماية المعلومات من أي اختراق في ظل زيادة الهجمات السيبرانية أخيرا» وفي ذلك أيضا رسالة هامة بزيادة الهجمات السيبرانية أخيرا، ما يتطلب جهودا إضافية للحماية السيبرانية، ولهذا الأمن الذي بوجوده يتم إيجاد سد منيع لحماية أي مؤسسة وأي قطاع من هذه الهجمات.

وأيضا في إشارة نموذجية من سموه، شدد على «ضرورة العمل ضمن أطر استراتيجية مدروسة وبمستوى تنسيق عال بين مختلف المؤسسات الوطنية المعنية بهذا الملف، والتركيز على الاستجابة السريعة والمنسقة للحد من الحوادث السيبرانية» أسس واضحة لنجاح مؤكد في مدرسة الأمن السيراني، بوجود استراتيجية، والتنسيق والاستجابة السريعة، حتما كل هذا سيخلق بيئة عملية للحد من الحوادث والهجمات السيبرانية، وفي تطبيق هذه الرؤية سيكون واقعا مختلفا لهذا الجانب الذي بات ضرورة، وحالة يجب إدخالها حيز التنفيذ، ووفقا لرؤى سمو ولي العهد تنفيذ سريع مؤطر باستراتيجية وبتنسيق مع الجهات ذات العلاقة، ليحقق الأردن بذلك مزيدا من النجاحات بهذا الجانب الهام والضروري.

وحتما في التعاون الدولي الذي نوه له سمو الأمير الحسين مسألة هامة جدا وإيجابية، للاستفادة «من تجارب وخبرات الدول الشقيقة والصديقة في التعامل مع الحوادث السيبرانية، وإعداد البرامج التعليمية المتخصصة لبناء وتطوير قدرات الشباب والعاملين في هذا القطاع»، عبقرية الطرح والرسائل التي من شأنها وضع هذا العلم بمكان أكثر اتساعا وقربا من الشباب وتطوير قدراتهم من العاملين بهذا القطاع، لتبدو الصورة نموذجية ومثالية لهذا العالم الهام والضروري والذي بات الدخول بتفاصيله وفقا لنهج حديث ومتطور، وضعه سمو الأمير الحسين بوصفة عملية تضع الأمن السيبراني موضع التطبيق بصورة متطورة تواكب متطلبات المرحلة، واحتياجاتها.