نتنياهو.. معادلة اللعب على الوقت والبقاء في السلطة
لما جمال العبسه
مفاوضات واجتماعات متفرقة ووسطاء لرسم بنود صفقة تبادل الرهائن ووقف اطلاق نار في قطاع غزة، وايام تطوي بعضها بعضا تخللها تعاون مزعوم من قبل رئيس حكومة اسرائيل المزعومة النازي بنيامين نتنياهو والذي يرغب في تفويت الفرصة على من يتربص له في داخل دولة الكيان الصهيوني لمحاسبته وايداعه السجن ليضمن تمديد فترة حكمة ثلاث سنوات اضافية في حال فاز المرشح الجمهوري دونالد ترامب برئاسة الولايات التحدة الاميكية، وهو الداعم الكبير له ولسياساته والمطالب باستمرار الذبح القائم في القطاع حاليا.
آخر هذه المباحثات تلك التي انفضت نهاية الاسبوع الماضي والتي وبكل بساطة قرر نتنياهو الفاشي انها لم تأت كما اشترط باعادة الرهائن واستمرار المجازر في القطاع، على اعتبار ان كل تضحيات الشعب الفلسطيني يجب ان تخضع كما يخضع شعبه الغبي العاجز عن قلعه من السلطة الاكثر ديمقراطية في المنطقة عن خلعه، وبلغت وقاحة الرجل ان كذب من انتدبهم للمفاوضات وهما رئيسا الشاباك والموساد، اللذان اكدا مرونة المقاومة الفلسطينية في عملية التفاوض على الصفقة.
بالطبع عراب الصفقة التي اعلنها الرئيس الامريكي جو بايدن قبل عدة اسابيع والمرونة التي ابدتها حركة المقاومة الاسلامية حماس المفوضة باجراء المباحثات من كافة فصائل المقاومة الفلسطينية دفعت رئيسي الشاباك والموساد للاشادة بهذه التفاهمات وعلى رأسها وقف اطلاق النار في القطاع الا في حال اي هجوم من قبل المقاومة على الكيان الغاشم.
طبعا تنكر نتنياهو المعروف بكذبه، وتمسك بأنه صاحب القرار في دولته المزعومة، ووصل به الامر الى توقعات بان يتخذ قرارا بالبدء في استبدال الرجلين بآخرين تحت طواعيته، متحدثا عن اهداف عمليته التي لم يتحقق منها شيء بل انها زادت من حالة الحنق داخل صفوف جيشه الغاشم، ومجتمعه الغبي القابل به، وما زاد الطين بلة هي تلك المشاهد التي تبثها حركات المقاومة والاستهدافات التي ادت الى انسحابات للجيش الصهيوامريكي من مناطق متعددة في القطاع والتي اظهرت البلاء الحسن الذي ابلته المقاومة في الرد على مجازر هذا الجيش الفاشي.
من المؤكد ان مصلحة هذه الدولة المزعومة اصبحت وراء ظهر نتنياهو الفاشي، فالاهم في ميزانه مصلحته الشخصية، وعلى الرغم من الاصوات التي تحذر من هذا النسق حتى من اقرب المقربين الى دولة الكيان الا انه لم يتعب ولم كل او يمل من الحديث عن اهداف الحرب الوهمية، فمع دخول هذا العدوان العبثي على القطاع شهره العاشر زادت الفجوة بين صورة قوة دولة الكيان قبل الحرب وقوتها في الواقع خلال هذه الاشهر، حتى اقرب المقربين بدؤوا يشككون بقوتها.
من جانب اخر، اصبحت مساحة التشكيك في هذا الجيش المعروف مسبقا لدى الفلسطينيين بنازيته انكشف امام العالم اجمع فمنذ عشرة اشهر وهو يجر اذيال الهزيمة رغم المذابح التي تعد تنفيسا لحقده على الفلسطينيين ليس الا، فلا خطة ولا قدرة سوى قدرة القتل والفتك الوحشي غير المسبوق، حتى ان اولياءه بدؤوا بانتقادات لاذعة لسياسته.
داخليا تفكك الجيش المزعوم بقوته واخلاقه وانكشف عنه الغطاء لتظهر انياب مصاص الدماء والعاشق لها وغير المرتوى من دماء شهداء القطاع والضفة ويريد المزيد يوما بعد الاخر، وكل التصريحات الكاذبة على مستوى وزير الدفاع وقائد الجيش تظهر جلية من الواقع الحاصل في جنوب دولة الكيان وشماله.
صحيح انها مجازر فاقت قدرة التحمل الا على شعب صامد كشعب القطاع، الا ان نصف الكوب المليء يظهر بجلاء مدى هشاشة هذا الجيش وثقوب الحكومة والقوانين الناظمة لتشكيلها ومدى القمعية الممارسة قانونية في مدعي الديمقراطية الوحيدة في المنطقة بحسب تسويقهم، وان من سيدفع الثمن هم كأمة باغية طاغية لا تفهم لغة حوار سوى لغة الدم ولا تنفع في عمل سوى ممارسة السرقة.