كيف تؤثر علاقة الأهل على الأطفال؟

تبدأ عملية تأسيس شخصية الأطفال منذ النشأة الأولى كون الوالدين هما أول الأشخاص الذين يتفاعلون معهم في حياتهم وبذلك، يحدّدون كل المعايير، بدءًا من القيم والمبادىء الى تطوير الشخصية والاهتمامات، وخاصةً شكل العلاقات مع الآخرين، سواء من الناحية الرومانسية أو الأجتماعية أو حتى المهنية. فالعلاقة الأولى التي يراها الطفل هي العلاقة بين الوالدين والتي تحدد لاحقّا في الحياة ما هو "طبيعيًا" أو "غير طبيعي". فكيف تؤثر علاقة الأهل على الأطفال؟


 

الطبيعة مقابل التنشئة

تُبنى الشخصيات عامةً كمزيج من السلوكيات والجينات بالإضافة إلى طريقة التربية. لذلك، تؤثر الطريقة التي يتعامل بها الأهل مع بعضهما البعض وطريقة إظهارهم للمودة أو المشاركة المتساوية بالمسؤوليات الزوجية أو حتى طريقة الإنفصال، على شخصية الأطفال. يقدم الأهل لنا نموذجًا لكل شيء في البداية، بما في ذلك كيفية تعامل الآخرين. غالبًا ما ينتهي بهم الأمر بممارسة نفس الأساليب والسلوكيات.


 

القدرة على الدعم

سيكون الأطفال عرضة للخطر إذا شعروا بالضعف من قبل أحد الوالدين أو التقليل من شأن الطرف الآخر, سيعيق ذلك بشكل خطير رغبتهم في دعم الآخرين، سواء الأصدقاء، أو العائلة، أو الشركاء الرومانسيين. تؤدي أساليب الدعم التي يتبعها الأهل إلى النمو والتغيير. إنها تعزز العلاقة الحميمة مع الآخرين، لأن إعطاء الدعم للآخرين يشجعهم على فعل الشيء نفسه.


 

كيفية التعامل مع الصراعات

غالبًا ما نميل إلى تكرار أنماط الصراع التي رأيناها في علاقة آبائنا في علاقاتنا الخاصة، لأن هذا هو ما اعتدنا عليه. أظهرت الدراسات أن الأطفال الذين يشاهدون العنف المنزلي بين والديهم غالبًا ما يميلون إلى أن يصبحوا مسيئين أو ضحايا. من ناحية أخرى، فإن الأطفال الذين لا يرون آباءهم يتجادلون مطلقًا، يكبرون ويطورون توقعات غير واقعية مفادها أن الناس لا يتشاجرون أبدًا في العلاقات الصحية. في الحقيقة، تعلمنا كيفية التعامل مع الصراع كيفية التعامل المشاكل في حياتنا المستقبلية.


 

طريقة التعبير عن المشاعر

بالرغم أن البعض لا يستطيع التعبير بوضوح عن مشاعرهم، إلاّ أنها قد يكون عدد لا يُحصى منها مدفون، لا يتم التعبير عنها لأنها إما محبطة أو لأن عدم معرفة كيفية إظهارها. من المهم أن يرى الأطفال آباءهم يناقشون المشاعر السعيدة وكذلك المشاعر الأقل سعادة، لأن ذلك يمنحهم الإذن باختبار مجموعة من المشاعر الكاملة. من المهم تعلّم كيفية التعبير بطريقة صحيحة عن الغضب والحزن والحب دون عواقب. قمع بعض المشاعر يمكن أن يجعلنا أكثر عرضة للاكتئاب أو القلق.

أخيرّا، تتشكل الكثير من حياتنا من خلال علاقة والدينا، لكننا عادةً لا ندرك ذلك حتى نصبح بالغين. واعتمادًا على طبيعة العلاقة بين والدينا، يمكن أن تؤثر علينا بطرق إيجابية أو سلبية.