محطات الخط الحجازي كمنارات سياحية
خلدون ذيب النعيمي
جاء لقاء مدير عام الخط الحديدي الحجازي الاردني الدكتور زاهي خليل مع وفد من مكتب من الوكالة التركية للتعاون والحديث عن تطوير التعاون المشترك حول الافادة من الخبرة في مجال انشاء المتاحف وترميم واعدة بناء بعض المواقع على الخط، ترجمة لسعي المؤسسة للتواصل مع كافة الجهات من اجل ان يكون للخط الحجازي ومحطاته مكانه الذي يستحق في تاريخ وتراث وثقافة الاردن وكمنطقة جذب سياحي بما يملكه من مؤهلات كبيرة تمكنه من ذلك.
كان لي مقال سابق لي في هذه الصحيفة الغراء حول «الخط الحجازي الاردني قضبان الوصل التنموي والتراثي والثقافي « والذي يؤكد على المكانة التي يمثلها الخط الحديدي الحجازي في تاريخ الوطن وثقافته الشعبية والتراثية واهمية تكاتف جميع المؤسسات الرسمية والاهلية لتأخذ دورها من اجل ابراز الخط الحجازي للنشء بما يمثله من معانٍ جميلة، فضلاً من دورها التنموي للمناطق والتي اكثرها تعتبر مناطق ريفية وبادية من خلال الاستغلال الامثل لمحطات هذا الخط لتكون مراكز نشاط تنموي تعود عالمجتمع المحلي بالخير فضلاً عن ابراز هذه المحطات وسكة الحديد ككل على خارطة الوطن السياحية والتنموية.
وعلى اثر هذا المقال كان التواصل مع عدة جهات ومن ضمنها بلديات وجهات رسمية ومحلية من اجل ترجمة ذلك على ارض الواقع بالنظر لكون اكثر محطات الخط الحديدي الحجازي بحالة ممتازة ومنظر جمالي على الرغم من مرور مايقارب قرن وربع من الزمان على انشائها، فحقاً الزائر لهذه المحطات حين تجوله فيها تشده لوحاتها المكتوبة التي تبين مواعيد انطلاق ووصول القطار لكل محطة على هذا الخط الذي يمتد من دمشق شمالاً مروراً بمحطاته الاردنية وصولاً للمدينة المنورة ويتفرع منه غرباً خطان لبيروت وحيفا على البحر الابيض المتوسط، وهنا يشعر الزائر بالثراء التاريخي والوجداني فيها الذي يأسره لزمن عايشناه فقط في الدراما التلفزيونية مع المسلسلات التاريخية التركية والسورية والاردنية وما حملته من احداث مع بداية القرن الماضي.
وعلاوة على المباني التاريخية الجميلة تحتوي كل محطة على ساحة كبيرة تحتويها كحديقة جميلة لاتمل من الجلوس بها وانت تتخيل صوت القطار بأذنيك وتتراءا صعود ونزول المسافرين كما كانوا ذات زمن، وهو الشيء الذي بالمناسبة تحمله مؤسسة الخط الحديدي الحجازي كاستراتيجية سياحية في عملها وترجمته من خلال برنامج «اردنا جنة « مع وزارة السياحة فكان ناجحاً بكل المقاييس وذكرياته لا تنسى لمن تجول بالقطار بين عمان وزيزيا، فضلاً عن جهود المؤسسة لتأهيل حديقة محطة المفرق مع بلدية المفرق لتكون متنفساً جميلاً لاهالي المدينة كمعلم تاريخي وسياحي وتراثي جميل، ولكن ينتظر المدن والقرى الاخرى على هذا الخط كل الخير من المؤسسة التي بلا شك لن تبخل عليهم ضمن استراتيجيتها بالعمل وهم بحاجة لان يكون لهم سهمهم الطيب في هذا المجال بما يعود عليهم بالخير.
كانت زيارتي لمؤسسة الخط الحديدي الحجازي ولقاء المستشار الاعلامي في المؤسسة الاستاذ علي عضيبات والحديث المتبادل الذي اشار من خلاله الى الانفتاح من قبل المؤسسة على كافة الآراء التي من شأنها ابراز الدور الذي تقوم به سكة الحديد ومحطاتها على كافة الاصعدة وتأخذ مكانتها التي تستحق، فكان حديث الاستاذ عضيبات بمثابة «نفس الرجال يحيي الرجال « بالنسبة لي في هذا المضمار.
هذه دعوة للجميع من مؤسسات عامة واهلية وباحثين ومؤرخين ومستثمرين واعلاميين، لان يكون لهم دورهم الوطني في ابراز الخط الحجازي ومحطاته والتنسيق مع مؤسسة الخط الحجازي الاردني حول ذلك بما يعود بالخير عالجميع.. فلنكن جميعاً وسيكون التوفيق حليفنا بإذن الله.