ماذا قدمنا لطلبتنا في عطلتهم الصيفية؟

نسيم عنيزات

انقضى ما يقارب الشهر من عمر العطلة الصيفية وما يقارب المليوني طالب وطالبة يقضون جل وقتهم على الأجهزة الخلوية او الألعاب الالكترونية، في حين يقضي آخرون اوقاتهم يتسكعون في الشوارع، او على الأسرة النوم، في ظل غياب شبه تام للبرامج والخطط من قبل المؤسسات المعنية.

وكنا قد أشرنا في مقال سابق عن استعدادات وزارات التربية والشباب والتنمية الاجتماعية وغيرها من المؤسسات المعنية في التعامل مع طلبتنا في العطلة الصيفية التي تزيد عن شهرين.

واقترحنا ان يكون الاستعداد مبكرا وان نرى خططا جديدة بعيدة عن التقليد او التكرار تتضمن برامج ذات أهداف محددة وواضحة.

وكم تمنينا ان نرى تشبيكا بين أبنائنا في الوطن وبلاد الغربة يتبادلون خلالها الأفكار والخبرات وآلية التواصل مع وطنهم بما يوثق الارتباط ويعزز قيم الانتماء.

ودعونا كثيرا إلى برامج تتضمن محاضرات تثقيفية وتوعية حول آفة المخدرات ومدى خطورتها على الوطن والمجتمع والتأكيد على الروابط الاجتماعية.

وفي خضم العملية الانتخابية، والتشابك مع منظومة التحديث السياسي، ودور الشباب، باعتبارهم العنصر الاهم، كنا ننتظر معسكرات شبابية في جميع محافظات المملكة، تحاكي الشباب وتوجههم نحو الاندماج في العملية السياسية، والانخراط في الحياة الحزبية، باساليب سهلة وواضحة، تخلو من التعقيد، او النظريات المعقدة غير المفهومة وغير القابلة للتنفيذ.

نحتاج الى معسكرات صيفية ينخرط فيها جميع الطلبة على اختلاف أعمارهم او مناطقهم لا ان تبقى حبيسة مراكز المحافظات والمدن الكبرى، لنفس الوجوه والأشخاص دون اي هدف او معنى والغاية منها تمضية الوقت والتسلية.

فالاردن وطن الجميع وقدم لنا الكثير يحتاج الى توعية ابنائه وشبابه بكيفية حمايته والمحافظة عليه من الأخطار والتحديات.
امور كثيرة ومحاضرات عديدة يحتاجها أبناؤنا وطلبتنا تعزز لديهم قيم الولاء والانتماء وتغرس باذهانهم الهوية الوطنية التي ما زال البعض، إما يشكك بها او يفتقدها.