الأندية والاتحاد وافتعال المشاكل.. رضوخ أم تصعيد؟
تراهن أندية دوري المحترفين على قيام اتحاد كرة القدم لإصدار قرار حكيم، بتأجيل انطلاق الموسم الكروي الجديد المقرر يوم الثامن من شهر آب (أغسطس) المقبل من خلال بطولة دوري المحترفين، من أجل نزع فتيل الأزمة المتوقعة في حال إصرار الاتحاد على تنفيذ الأجندة كما أقرتها اللجنة التنفيذية.
وأعلن الناطق الرسمي باسم أندية "المحترفين" ورئيس نادي الوحدات بشار الحوامدة بوضوح، أن الأندية لن تلعب الدوري في الموعد المحدد من الاتحاد، وبين في حديث تلفزيوني أن مطالبات الأندية في كتابها للاتحاد واقعية وحقيقية، وأنه من الصعب فنيا أن تكون الأندية قادرة على تجهيز الفرق للموسم الجديد بأقل من شهر، حيث يحتاج اللاعب إلى فترة سلبية للراحة، كما أن الدوري الماضي انتهى قبل أيام.
وأضاف حوامدة أن إدارات الأندية تحتاج إلى وقت مناسب للتعاقد مع الأجهزة الفنية واللاعبين المحليين والأجانب، وتسديد المستحقات المطلوبة من الموسم الماضي، ولا تستطيع أن تحقيق معجزات من أجل جولتين في منافسات الدوري، قبل فترة التوقف الدولي، لإفساح المجال أمام المنتخب الوطني لافتتاح مشواره في الدور الثالث من التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2026.
وتمنى حوامدة، أن تكون هناك جلسة قريبا بين الأندية واتحاد الكرة، لمناقشة الموسم المقبل بما يخدم مصلحة المنتخب والأندية في الوقت نفسه، مؤكدا دعم الأندية الكامل والمطلق لمنتخب النشامى في رحلته لتحقيق الإنجاز بالتأهل لكأس العالم، وتوقع عدم الحصول على رد إيجابي من الاتحاد، خصوصا بعدما التقى مع نائب رئيس الاتحاد مروان جمعة، الذي أكد له أن "النشامى" أمام فرصة تاريخية ويجب توفير الطلبات كافة، لإنجاز المهمة.
واستغرب الناطق الرسمي باسم الأندية، عدم قدرة الاتحاد على توفير شركة راعية لدوري المحترفين حتى الآن، خصوصا وأن الدوري الماضي وعلى طول مدته لم يكن له راع، وأضاف أن الأندية عندما تذهب لطلب رعاية من البنوك والشركات، ترد بأنها تدعم المنتخبات الوطنية، وطلب من الاتحاد منح الأندية دعم اللجنة الأولمبية أو مبلغ ريع النقل التلفزيوني كاملا.
ويتفق رؤساء أندية "المحترفين" مع الحوامدة في القضايا التي طرحها كافة، وأكد رؤساء أندية فضلوا عدم الكشف عن هوياتهم، احتراما لاختيارهم الحوامدة متحدثا باسم الأندية، أن الوقت حان لإعادة ترتيب البيت الداخلي، ووضع أسس جديدة للتعامل بين الاتحاد والأندية، في ظل الإنجاز الكبير لمنتخب النشامى، خصوصا وأن الأندية لعبت دورا مهما في تحقيقه وضحت من أجل الوصول لذلك.
وبين رؤساء الأندية، أن إصرار الاتحاد على انطلاق دوري المحترفين في الثامن من الشهر المقبل، يعني بشكل واضح عدم إقامة الدوري، وأن الأندية الأردنية بشكل عام وأندية "المحترفين" بشكل خاص، تعاني من أزمة مالية ليست خفية على الاتحاد وهي أزمة كبيرة وعميقة تقف عائقا أمام استئناف المشاركة الرسمية والإعداد، وأن الأندية لا تستطيع المشاركة بالموسم المقبل، إلا في حال تأجيل موعد انطلاقته، إضافة إلى توفر مبلغ مالي لا يقل عن 250 ألف دينار من ضمنها ريع النقل التلفزيوني.
وأكد مسؤولو الأندية، ضرورة تطبيق القرار السابق بوقف النشاط الكروي في الموسم المقبل، لحين إيجاد حلول للمشاكل التي تواجهها الأندية، واتفقت أيضا على منح لجنة ثلاثية ممثلة للأندية في الاجتماعات مع الاتحاد، والمكونة من رئيس نادي شباب الأردن سليم خير، ونائب رئيس نادي الحسين غيث المعاني، ورئيس نادي الوحدات الدكتور بشار الحوامدة، تفويضا كاملا للوصول الى حل يرضي الجميع، خصوصا وأن الموسم المقبل سيكون أصعب وأقسى من الموسم الحالي.
ويرى المتابع للشأن الرياضي المحلي د. سليم حداد، أن الأندية جادة في طلباتها وموقفها الموحد، وستكون هناك أزمة قبل بداية الموسم المقبل، في حال إصرار الاتحاد على موقفه، وعدم تلبية عدد من الطلبات وأهمها تأجيل موعد الدوري، وتوفير الدعم المالي المطلوب، وأضاف أن الشارع الرياضي يدرك صعوبة قدرة الأندية على تجهيز الفرق في موعد أقل من شهر، وبعد أطول موسم في تاريخ المسابقات الأردنية، وهذا يتطلب حكمة وتفهما من اتحاد الكرة.
من جانبه، قال المشجع كامل السبعاوي: "إن دعم المنتخب الوطني في مهمته التاريخية نحو تحقيق الإنجاز والتأهل لمونديال 2026 واجب وطني، ولكن يجب على الاتحاد مراعاة ظروف الأندية التي خرجت من الموسم الماضي منهكة، وظروفها المالية صعبة وعليها مستحقات للاعبين والأجهزة الفنية، وتحتاج وقتا لتجهيز الفريق في الموسم المقبل".
ويتوقع السبعاوي أن تكون الأندية عند كلمتها وموقفها، خصوصا وأن الموافقة على الأجندة التي تم إقرارها من قبل اتحاد الكرة يعد "انتحارا"، وخطوة غير مدروسة من الأندية، ويزيد من صعوباتها، خصوصا مع قرار الاتحاد هبوط 4 فرق لدوري الدرجة الأولى في الموسم المقبل.