يسألونك ماذا قدمت الأردن لفلسطين
نسيم عنيزات
تعتبر القضية الفلسطينية في صلب اهتمامات الدولة الأردنية وقضيتها الأولى كباقي القضايا الوطنية.
ويكاد لا بل أجزم بأنه لم تخل اي من كتب التكليف السامي في تشكيل الحكومات الأردنية منذ استقلال الدولة، الا والقضية الفلسطينية حاضرة وتأخذ مساحتها كباقي القضايا الوطنية.
وكذلك في خطابات العرش امام مجلس الأمة بشقيه الاعيان والنواب، حيث كان جلالة المغفور له الملك الحسين رحمه الله وايضا جلالة الملك عبدالله الثاني يؤكدان دوما على مركزية القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة.
وكانت للدبلوماسية الأردنية دور محوري بابقاء القضية الفلسطينية حية موجودة على الطاولة في جميع المحافل واللقاءات الدولية.
ولا ننسى ايضا رد مجلس الأمة والحكومات المتعاقبة على خطابات العرش وكتب التكليف السامي التي كانت تؤكد التزامها بالتوحيهات الملكية حيال القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني.
فمنذ الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية عام 1948 لم يغب الأردن عن المشهد الفلسطيني الذي كان حاضرا في جميع مفاصله ومحاوره وعلى جميع الصعد وكافة المجالات وكذلك لم تغب قضيته عن وجدانه.
سواء العسكرية حيث كان للعسكر والجيش العربي صولات وجولات خاض خلالها حروبا مع الكيان الإسرائيلي دعما للاشقاء وسعيا لإعادة الأراضي المحتلة التي لولا التدخل العالمي والدولي وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا انذاك، لكانت فلسطين الان دولة حرة ومستقلة.
فما اشبه اليوم بالأمس حيث تصر أمريكا ومعها دول الغرب على الانحياز للمحتل ودعم الظالم في عدوانه على الشعب الفلسطيني وقطاع غزة.
وفي موضوع القدس فقد كان للوصاية الهاشمية وللجهود الأردنية دور مهم ومحوري في المحافظة على عروبتها وصمود أبنائها بتقديم جميع اشكال الصمود والبقاء سواء في الداخل الذي حافظ على الأقصى والمقدسات، وحال دون تهويده او تدنيسه متعهدا بكل ما يلزم وتقديم جميع عناصر الصمود.
ولا ننسى الجهود والاتصالات الدبلوماسية الأردنية في جميع المحافل الدولية التي تمكنت من إيصال الرسالة الفلسطينية وتأكيد الموقف الأردني الذي ابقى على المقدسات ضمن سياقها الفلسطيني والعربي والإسلامي.
وكان الاردن دائما وابدا ومنذ وعد بلفور واحتلال إسرائيل للاراضي الفلسطينية داعما ومساندا للموقف الفلسطيني ومنحازا لقضيته ، متبنيا لمطالبه ومواقفه، من خلال الاتصال والتنسيق المستمرين بين الدولتين وثبات الموقف الأردني و وضوحه المنسجم دوما مع الرغبة الفلسطينية بكل شفافية بعيدا عن المواربة او الغموض، فما نسمعه بالفضاء الرحب هو نفسه ما كان يجري في الغرف المظلمة.
وكان وما زال الأردن صامدا وثابتا على موقفه حيال الفلسطينيين وقضيتهم على الرغم من كل الضغوط والتحديات الدولية التي مارسها وما زال البعض لحل القضية على حساب دولتنا وتصدير الأزمة الإسرائيلية.
لا بل ان البعض ربط دعمه ومساعدته للأردن بالموافقة على مواقف وتمرير قرارات لا تلبي تطلعات الشعب الفلسطيني ولا تحقق مطالبهم.
وفي المجال الاقتصادي والاجتماعي فهناك شواهد كثيرة، لا يتسع المقال لسردها لأنها تحتاج إلى كتب ومجلدات، لا يمكن إنكارها او القفز عنها لأنها كانت وما زالت حاضرة بيننا، ولا يستطيع صاحب بصيرة او عاقل انكارها
فالقضية الفلسطينية متجذرة فينا ومرتبطة في كل قراراتنا واصبحت جزءا من هويتنا الوطنية.