منظمة : 50 ألف طفل ولدوا في غزة خلال الحرب
قالت منظمة إنقاذ الطفل العالمية الاثنين، إن 50 ألف طفل ولدوا في غزة خلال الحرب المستمرة في القطاع حيث كانت "ظروف الولادة مهينة وصعبة وغير نظيفة ولم يحصلوا على الخدمات الصحية الأساسية".
وأوضحت المنظمة في بيان، "تواجه النساء الحوامل في غزة مخاطر عدة نتيجة لتدهور وضع القطاع الصحي إضافة إلى النزوح المتكرر" في القطاع وسط استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية.
وقالت المنظمة إنها "وثقت لجوء بعض النساء الحوامل لتحفيز الولادة بشكل غير آمن في المنزل خوفا من بدء أعراض الولادة خلال فترة النزوح".
"تخاف العديد من النساء من الذهاب إلى المشافي خوفا من القصف المتكرر، وفقدت بعض النساء حياتهن بسبب قلة توفر الخدمات الصحية وصعوبة الوصول إلى الأطباء"، بحسب المنظمة.
والنساء الحوامل يواجهن "تحديات كبيرة" خلال حملهن، منها شح الغذاء والماء النظيف والنزوح المتكرر وفقدان الأقارب والخوف من الإصابة أو الموت، على ما ذكرت المنظمة.
وأفادت امرأة حامل في غزة بأنها "لم تتناول اللحوم خلال الأشهر الخمسة الماضية من حملها مما أدى إلى خسارة الوزن قبل الولادة"، وفق ما نقلت المنظمة.
وأشارت المنظمة إلى أن الانقطاعات المتكررة للكهرباء تشكل "خطرا كبيرا على الأطفال في الحالات الحرجة ومنهم الأطفال في الحاضنات". وتحدثت عن "ظروف مرعبة" تمر بها النساء خلال الولادة والمعاناة التي يمر بها المواليد الجدد خلال الأسابيع الأولى والتي تكون عادة غير مستقرة.
وقالت طبيبة النسائية والتوليد في نيسان الماضي، رغدة، "أخبروني أن هناك سيدة حامل، فقمت بفحصها وتبين أنها تقريبا أكملت أشهر حملها التسعة، كان لديها نبض ضعيف عندما وصلت إلى المستشفى، وكانت قد أصيبت بسكتة قلبية قبل وصولها بدقيقتين، قررنا إجراء عملية قيصرية لمحاولة إنقاذ الطفل والأم، لم يكن لديّ سوى القفازات ومناديل تعقيم ومشرط، عمر الأم 33 عاما وكان المولود أنثى".
كانت الأم ممرضة في مستشفى الشفاء، كانت أحشاؤها خارج جسمها وكان هناك نزيف، لكنّ الأم لم تنجُ.
في حزيران، قالت شريفة خان، القابلة التي تعمل في الوحدة الصحية للحالات الطارئة التابعة لإنقاذ الطفل: "لقد شاهدنا التوتر والبؤس المستمرين يؤثران على النساء مع اتخاذ قرارات مصيرية مثل تحريض المخاض باستخدام الأدوية خوفا من فقدان أطفالهن إذا اضطررن إلى النزوح مره أخرى للنجاة".
ووثقت إنقاذ الطفل حالة لسيدة تم إسعافها إلى وحدة الأمومة المدعومة من منظمة إنقاذ الطفل، لجأت الأم والتي كادت أن تفقد حياتها إلى تحفيز ولادتها منزليا ما تسبب بمضاعفات قادت إلى تمدد الرحم وتمزقه وإلى نزيف حاد.
تمكن فريق إنقاذ الطفل من تقديم الإسعافات المطلوبة وإنقاذ حياة الأم والجنين والذي كان من الممكن أن يؤدي إلى تأخير في تقديم العلاج بوفاة الجنين أو ولادته.
ومع تدمير نظام الرعاية الصحي في غزة، والقيود الكبيرة المفروضة على عمل وكالات الإغاثة، لم تتمكن الأمهات الحوامل والنساء الجدد من الحصول على متطلبات الصحة والتغذية الأساسية وفقا للمعايير الدولية، بحسب منظمة إنقاذ الطفل، وقد تسبب ذلك بأضرار نفسية وجسدية شديدة للعديد من الأمهات وأطفالهن، حيث اتخذ البعض إجراءات شديدة لمحاولة حماية أطفالهن الذين لم يولدوا بعد.
قائدة فريق منظمة إنقاذ الطفل في غزة، ريشيل كومنجز، قالت: "غزة التي نراها ليست مكانا ملائما للولادة نحن نعلم أن التعرض لفترات طويلة للإجهاد والصدمات النفسية، إلى جانب تدني مستوى المرافق الطبية، يمكن أن يؤدي إلى الولادة المبكرة ووفاة الأطفال حديثي الولادة".
وتابعت إنه "فشل سياسي ذريع بأن تستمر هذه الحرب الطاحنة لمدة 9 شهور، وهي الفترة التي تحتاجها المرأة لإتمام الحمل، أو لطفل لتعلم الزحف، أي امرأة أصبحت حاملا خلال هذه الفترة لم تعرف سوى الخوف والصدمات والحرمان والنزوح، أي أم حامل ستفعل ذلك في غياب الدعم اللازم الذي تحتاجه للولادة بأمان، وأي طفل يولد يتمكن من البقاء على قيد الحياة في هذه الظروف لن يعرف سوى معاني الحرب".
ودعت إلى "وقف فوري ونهائي لإطلاق النار باعتباره سبيلا وحيدا لإنقاذ الأرواح في غزة، ووضع حد للانتهاكات الخطيرة لحقوق الطفل، لا يوجد بدائل".