مجسمات لرموز عمانية في مجمع شارع الملك حسين الثقافي (صور)
محمود كريشان
لانه الوفاء المسكون في قلوب عشاق عمان الذين دوما يسعون لخدمة المدينة وحفظ ارثها وحماية تاريخها وتخليد رموزها.. من هنا استحدث مؤسس مجمع شارع الملك حسين الثقافي الفنان غازي خطاب ركنا في المعرض العابق بذاكرة عمان القديمة وخصصه لشخوص عمانية بارزة كانت بمثابة معالم من وحي وسط البلد بما قدموه عبر سنوات من العطاء قبل ان يغيبهم الموت.
هذا الركن الغير مسبوق يضم مجسمات مشغولة بطراز فني ابداعي وضمت مؤسس كشك الثقافة العربية في ساحة الملك فيصل الاول المرحوم حسن ابوعلي الذي شكل علامة فارقة في التاريخ الثقافي في وسط المدينة وحرصه منذ العام ١٩٥٨ على نشر الثقافة للدرجة التي جعلت من كشكه منارة ثقافية يزوره كبار ضيوف الدولة ونخب المسؤولين والمثقفين المحليين والعرب والاجانب.
كذلك يضم مجسم لأشهر شرطي مرور في تاريخ الدولة الاردنية المرحوم هزاع ذنيبات ابن الكرك الذي لفحته شموس العاصمة وهو الذي كان محط كاميرات السياح الاجانب يرصدون فنونه ومهارته في التعامل مع الحركة المرورية بحركات متقنة ومهارة عز نظيرها بحيث كانت تختفي الازدحامات عند اشارة الصناعة والتجارة في العبدلي وكذلك الحال اشارات النشا بالمحطة الذي اطلق عليه اسم "جسر هزاع" الذي ظل متمسكا بعمله الميداني حتى قبل وفاته باشهر قليلة.
ومن باب الوفاء ايضا يشرق مجسم لبائع الفستق العماني الشهير ابواحمد النيجيري الذي كان المعلم التراثي المحبب وهو يعتمر الكوفية بسمرته الافريقية الجميلة يقف خلف عربته المعدنية بادخنة الفستق المحمص والبزر الأبيض والقضامة المغبرة وكان يتفوق بلذة منتوجاته على افخم واشهر المحامص وكانت صوره على صدر كبرى المجلات الاجنبية ونجم من نجوم عمان القديمة.
بقي ان نقول ان مجمع «شارع الملك حسين» الثقافي الذي يقع في ذات الشارع الذي يُعرف سابقا بـ»شارع السلط» وتحديدا مقابل قصر العدل القديم بمحاذاة مكتب مصر للطيران حيث يظهر أمامك المعرض التراثي على ناصية الشارع، على هيئة متحف كرنفالي تراثي في عمارة قديمة تحمل الرقم (45).
ولا شك انه عندما تدخل المجمع المفتوحة ابوابه للجميع "بالمجان" تطالعك مقتنياته المعتقة.. أفيشات الأفلام السينمائية القديمة، مجلات نادرة وصحف قديمة جدا، بمانشيتات لأحداث مهمة بحُقب ملتهبة، وجدارية «من أقوال الدوق» ممدوح البشارات تحمل رشيق العبارات الإنسانية والوطنية، وصور كبار الفنانين الأردنيين في الزمن الجميل، وأخرى لوزراء الثقافة، ورؤساء البلدية وأمناء عمان، ومقتنيات من ذاكرة الإذاعة والتلفزيون الأردني، صور نادرة لعمان القديمة، طوابع من عصور ماضية، وميداليات ونياشين ونثريات توثيقية، فيما يضم الطابق الثاني، حكايات الخط العربي، ولوحات لكبار الخطاطين الأردنيين والفنانين التشكيليين.
للعلم.. مؤسس مجمع شارع الملك حسين الثقافي الفنان غازي خطاب دوما يعبر عن شكره لدوق المدينة الوجيه ممدوح البشارات الذي قدم البناء مجانا وبدون اي اجرة لاحتضان هذا المشروع التوثيقي الفني الذي اصبح جزءا من هوية المدينة بالاضافة لمتحف ارمات عمان.
Kreshan35@yahoo.com