مصادر أمنية إسرائيلية تستبعد فرضية "الانسحاب الكامل" من غزة
استبعدت مصادر أمنية إسرائيلية وجود أي نوايا لسحب قوات الجيش بشكل كامل من قطاع غزة.
ونفت المصادر لقناة "الآن الـ14" العبرية، وجود نوايا لسحب قوات الجيش من قطاع غزة لإفساح المجال أمام تنفيذ بنود الاتفاق الذي يجري التفاوض بشأنه مع حركة حماس، بموجب الرؤية التي طرحها الرئيس الأمريكي جو بايدن، الشهر الماضي.
ولفتت القناة، الليلة الماضية، إلى أن وسائل إعلام عديدة تحدثت أمس السبت عن موافقة حركة حماس على المقترح الأمريكي، الذي يفترض أن يُنفَّذ على ثلاث مراحل لإنهاء الحرب.
لم ولن يحدث
وقالت إن الموافقة تعني أن حركة حماس لم تعد تتمسك بشرط التزام إسرائيل بنهاية الحرب بشكل كامل في قطاع غزة، بالتزامن مع تنفيذ مراحل الاتفاق المزمع، ولكنها بدلًا من ذلك تطالب بتعهّد مكتوب صريح من تل أبيب وواشنطن والوسطاء، بأنه طالما استمرت المفاوضات، لن تستأنف إسرائيل القتال في غزة.
المصادر التي تحدثت مع القناة أخبرتها أن هذا الشرط سيمنح حركة حماس الفرصة لكسب الوقت، وإعادة بناء وترميم قدراتها العسكرية.
ونبَّهت إلى أن أحد البنود المطروحة المتعلق بالمرحلة الثانية من الاتفاق، ينص على إطلاق سراح مئات المعتقلين الفلسطينيين، وإدخال مساعدات إنسانية للقطاع بكثافة، ووقف إطلاق النار بشكل كامل، وانسحاب قوات الجيش الإسرائيلي، طالما أن المفاوضات وتنفيذ الاتفاق مستمران.
وبالتالي توجهت القناة إلى مصادر أمنية إسرائيلية على صلة بالمفاوضات، ولكنها لم تكشف هويتها، ونقلت عنها أن هذا الأمر "لم، ولن يحدث أبدًا".
أين ستبقى إسرائيل؟
ونفت المصادر وجود بند الانسحاب الكامل من غزة، وأكدت للقناة أن المقترحات الأمريكية التي وافقت عليها حركة حماس "لا تشمل انسحاب الجيش الإسرائيلي بالكامل من القطاع".
المصادر لم تكتف بهذا الطرح، وقالت إن انتقال الغزِّيين من الجنوب إلى الشمال أيضًا لن يحدث دون رقابة.
ولفتت إلى أن إسرائيل لن تسمح بعودة عناصر من حركة حماس إلى الشمال، وأن الجيش الإسرائيلي لن يغادر "محور نيتساريم"، الذي بتر القطاع إلى نصفين، ولن يترك محور فيلاديلفيا، المتاخم لحدود مصر.
ماذا يقول الطرح الأمريكي؟
ووفق القناة، التي تصف الصفقة بـ"الخطيرة"، فإن المراحل الثلاث التي طرحها بايدن للاتفاق تتضمن في المرحلة الأولى وقفًا لإطلاق النار بشكل كامل لمدة ستة أسابيع.
ويتخلل المرحلة الأولى إطلاق سراح مئات المعتقلين الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية مقابل عدد سيُتفَق عليه من الأسرى الإسرائيليين، على رأسهم النساء وكبار السن والمصابون.
وأردفت أنه في المرحلة الأولى يُفترض أن ينسحب الجيش الإسرائيلي من المناطق السكنية المزدحمة في غزة، وأن يسمح للغزيين كلهم الذين هجروا الشمال بالعودة إلى ديارهم.
وأضافت أن المرحلة الثانية تشمل إجراء مفاوضات حول إطلاق سراح مئات المعتقلين الفلسطينيين مقابل تحرير باقي الرهائن الإسرائيليين، بما في ذلك الجثامين، ومن ثم بدء مشروع طويل الأجل لإعادة إعمار غزة في المرحلة الثالثة.