غارات وقتال في غزة وتصعيد على الحدود مع لبنان

يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي السبت قصف قطاع غزة ويخوض معارك مع مقاومين من حركة حماس في مناطق عدة من القطاع المدمر، فيما استمر تبادل إطلاق النار مع حزب الله عبر الحدود مع لبنان.

وبينما تدخل الحرب في قطاع غزة شهرها العاشر الأحد، تنتظر حركة حماس ردا من إسرائيل على "أفكار" جديدة لوقف إطلاق النار.

وأدت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة حتى الآن إلى استشهاد 38098 شخصا على الأقل.

وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس السبت أنه في الساعات الـ48 الماضية وصل 87 شهيدا على الأقل إلى المستشفيات في القطاع.

وتسببت الحرب في نزوح جماعي وكارثة إنسانية في قطاع غزة حيث يعاني آلاف الأطفال من سوء التغذية وسط شح في المياه والغذاء، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.

وأعربت الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة مراراً عن قلقها بشأن الأزمة الإنسانية الخطيرة محذرة من خطر المجاعة جراء الحرب والحصار الإسرائيلي للقطاع البالغ عدد سكانه 2.4 مليون نسمة.

عشرة شهداء

وأفاد مسعفون السبت عن استشهاد عشرة أشخاص بينهم ثلاثة صحافيين محليين في غارة جوية على منزل في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.

واستشهد صحافي رابع في مدينة غزة شمال القطاع، بحسب المكتب الإعلامي الحكومي.

وقال الشاب محمد أبو مراحيل من النصيرات "كنا نائمين في بيوتنا. فجأة وقعت ضربة وسقط كل الركام والغبار فوقنا. وسقط الصاروخ مباشرة فوقنا. حرام الناس والأطفال يموتون".

وبعدما تقدم انطلاقا من الشمال، باشر جيش الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أيار/مايو عملية برية في مدينة رفح أقصى جنوب القطاع، قُدِّمت على أنها المرحلة الأخيرة من الحرب.

إلا أنّ المعارك تجددت في الأسابيع الأخيرة في مناطق عدة سبق للجيش أن أعلن سيطرته عليها، ولا سيما حي الشجاعية شرق مدينة غزة في شمال القطاع حيث باشر الجنود الإسرائيليون عملية برية في 27 حزيران/يونيو.

وتواصل القتال في حي الشجاعية السبت.

وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان إنه "تم القضاء على عناصر إرهابية من حماس خلال القتال " في الشجاعية، مشيرا إلى "تدمير أسلحة وبنية تحتية" بما فيها أنفاق.

كما تواصل القتال في رفح (جنوب) حيث تم، بحسب الجيش، "القضاء على خلايا إرهابية" و"تدمير أنفاق والاستيلاء على أسلحة" بمساعدة الطيران.

وأعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أن اثنين من موظفيها استشهدا في مخيم البريج (وسط القطاع) بدون مزيد من التفاصيل.

وفيما لا تزال المحادثات من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار تصطدم بمطالب الطرفين، تزداد المخاوف من اتخاذ النزاع بعدا إقليميا مع التصعيد الحاصل عند الحدود بين لبنان وإسرائيل.

وأعلن حزب الله في بيان صباح السبت أن مقاوميه شنوا "هجومًا جويًا بسرب من المسيرات الانقضاضية" على مربض مدفعية في بيت هلل، شمال إسرائيل.

وقال إن الهجوم جاء "ردًا على اعتداءات العدو الإسرائيلي على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل الآمنة والاعتداء على المدنيين".

ودوت صفارات الإنذار شمال إسرائيل، وأفاد الجيش عن "اعتراض هدف جوي مشبوه" وسقوط "طائرة معادية" مشيرا إلى أن طائراته قصفت "أهدافا لحزب الله الإرهابي" جنوب لبنان.

أفكار جديدة

تنتظر حماس ردا من إسرائيل بحلول السبت على "أفكار" جديدة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، بينما غادر رئيس الموساد الإسرائيلي ديفيد برنيع الدوحة الجمعة بعد محادثات مع الوسطاء القطريين تناولت خطة لوقف النار والإفراج عن المحتجزين.

لاحقا، أعلن متحدث باسم مكتب نتنياهو أن إسرائيل ستعاود "الأسبوع المقبل" إرسال موفديها إلى الدوحة لإحياء المفاوضات حول وقف للنار في القطاع، لافتا إلى وجود "تباعد بين الجانبين".

قبيل ذلك، أعلن المسؤول في حركة حماس أسامة حمدان لوكالة فرانس برس أن الحركة تتوقع ردا من إسرائيل على مقترحاتها لوقف النار في غزة بحلول السبت. وقال "نحن لا نرغب بالتحدث عن تفاصيل هذه الأفكار، بانتظار أن نسمع ردا غالبا أن يكون اليوم أو غدا".

ومع مغادرة برنيع الدوحة الجمعة بعد محادثات مع الوسطاء القطريين، شدّد حمدان على أن القدرات العسكرية للحركة في قطاع غزة "لا تزال في وضع جيد يمكنها من الاستمرار" في الحرب.

وأصر حمدان على أن "الحديث عن تفاصيل صفقة تبادل الأسرى مبكّر".

أ ف ب