الرفاعي يضع " أحزاب الشخصنة والمال" تحت الأمر الواقع.. "لن تشكلوا حكومات"

خاص 

صفعة سياسية جاءت في توقيتها الأنسب من قبل رئيس اللجنة الملكية للتحديث العين سمير الرفاعي في محاضرة ذات لهجة قاسية وجه فيها الحديث مباشرة للأحزاب والمشكلات التي قد تجعل من فكرة الحياة الحزبية مجرد بعثرة وخروج عن النص وحتى تجاوز للخطوط الحمراء التي هي تمهيد لمرحلتين مقبلتين تعتمدان على نجاح الأولى وهي أن تكون الأحزاب "برامجية" وأن لا يكون الانتساب على أساس الشخص والمجموعة. 

الرفاعي لم يجامل أحدا وتحدث بصراحة وبمكاشفة كبيرة بفكرتين جوهريتين تتمثلان بأن التركيز على الوصول للحكومات فكرة غير محمودة وليست قريبة المنال وهذا يفسر أن الأحزاب غير مهيأة بعد لتشكيل الحكومات بل عليها أن تدعم السلطة التنفيذية في برامجها وفكر من ينتسبون لها، أما الأهم هو حديث الرفاعي عن الانتساب للأحزاب لأنها تضم أسماء شخصيات كبيرة أو لاعتبارات خاصة، وبالتالي كله ينعكس على أن إجهاضا سياسيا قد يحدث قريبًا إذا ما بقي التركيز على أحزاب الشخص الواحد والبيروقراطية وسطوة المال. 

وضع اليد على الجرح في هذه المرحلة الديناميكية من مشروع التحديث أهم بكثير من المضي بنهج مختل سيجعل الأحزاب بعد فترة هشة وآيلة للسقوط أما بالحل أو الاندماج أو حتى مخالفة التعليمات، الأمر الذي يعني فشلا مبكرا لفكرة البرلمان والحكومة ذات الامتداد الحزبي، والتراجع تلقائيًا عن المراحل المقبلة وحفظ ماء الوجه سيما عند الجماعات والشخصيات التي  راهنت على أن الأحزاب ستحدث جلبة وعصفًا ذهنيًا كبيرًا لدى الشارع الأردني، مع العلم أن أغلب المنتسبين للأحزاب عقلياتهم مبرمجة على فكرة الوصول وكسب المناصب أكثر من الاستمرارية. 

رجل قريب من عقل الدولة ويعرف تكوين الأحزاب كالرفاعي كان لجولاته ومحاضراته السياسية تأثير لامحدود عند الجهات صاحبة العلاقة لتفهم وتعرف كيف تدير الأحزاب نفسها وعلى أي أساس، وحتى يتيقن القائمون على الأحزاب أن التفكير خارج الصندوق والخروج من بؤرة الشخصنة والخلافات هو أول الطريق للاستمرار بقوة ودون تردد في معترك البرلمان بـ 41 مقعدا، وهذا رقم مهم وله حسبة خاصة، ويشخص وضع التراكيب الحزبية وحديث الرفاعي على العموم فتح الجرح الذي لن يلتئم سريعًا وفق المعطيات الأولية.