فلسطين في مناظرة بايدن وترامب
نيفين عبدالهادي
المناظرة الانتخابية الأولى بين الرئيس الأميركي بايدن، مرشح الحزب الديمقراطي، ومرشح الحزب الجمهوري ترامب، انتظرها كثيرون وتفاجأ بها كثيرون، وبطبيعة الحال كثير من تفاصيلها حملت ملفات محلية للولايات المتحدة الأمريكية، لها الأثر الكبير في مسار الانتخابات المنتظرة.
واللافت للانتباه بهذه المناظرة الأولى من ثلاث مناظرات أخرى مرتقبة، وفقا لما تم الإعلان عنه حتى الآن أميركيا، اللافت حضور القضية الفلسطينية في المناظرة، حضورها عنصر هام ورئيسي، بالطبع لجهة الدعم لإسرائيل، وبدت المناظرة بصورتها العامة كأنها حالة من المنافسة لدعم إسرائيل في حربها على الأهل في قطاع غزة.
وإذا ما أردنا النظر للجزء الممتلئ مما حدث، فإن المهم أن فلسطين حضرت وربما من المرات القليلة إن لم تكن النادرة التي تحضر بها في مثل هذه الأحداث الهامة، والرئيسية في المشهد السياسي وحتى الشعبي الأمريكي، حتى أن هذه المناظرة تناولت إقامة الدولة الفلسطينية، وإن كان الرئيس الأمريكي السابق ترامب تهرّب من حسم رأيه في هذا الاعتراف، وقال عندما سئل إذا كان يدعم أو يوافق أو يؤيد إقامة دولة فلسطينية مستقلة أجاب «سأنظر في الموضوع»، لكن لمجرد طرح هذا الجانب الهام يعدّ مسألة إيجابية لصالح القضية الفلسطينية ونيل الشعب الفلسطيني حقوقه الشرعية وفي ذلك خطوة نحو الأمام للصالح الفلسطيني.
ترامب بدا منحازا حدّ القناعات التامة للجانب الإسرائيلي، وحاول توجيه اتهامات للرئيس بايدن بانحيازه للجانب الفلسطيني، وكأن في ذلك تهمة!!!، وربما هذا ليس غريبا، أو مفاجئا، لكن واقع الحال أشار وبوضوح لحضور الحرب على أهلنا في غزة وبعمق في أهم حدث أمريكي شهدته الولايات المتحدة الأمريكية مؤخرا، ربما هذا هو المفاجئ، وإن لم يكن حضورا كما تشتهيه السفن الفلسطينية والعربية، لكن شيئا بسيطا أفضل من لا شيء بالمطلق.
حضرت فلسطين، وغزة في حدث أمريكي بالمناسبة هو الأول من نوعه في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية بمناظرة بين رئيس ما يزال على في السلطة، ورئيس سابق، ما يجعل من الحضور الفلسطيني هاما على الصعيد العام، فهي القضية التي همّشها تاريخ طويل، فمجرد الحديث عن حق غزة بوقف الحرب، وتأكيدات الرئيس بايدن عن جهود الولايات المتحدة التي بذلت وما تزال لوقف الحرب على القطاع، هي خطوة متقدّمة تمنح أملا بأن لفلسطين وغزة صوت بات مسموعا.
الانتخابات الأمريكية، الحدث الأهم بهذا العام على مستوى دولي بطبيعة الحال، ستجري في الخامس من تشرين الثاني 2024 المقبل، فيما سيتقلد الفائز فيها رئاسة البلاد لأربع سنوات ابتداء من كانون الثاني 2025، وأي ملفات وطروحات يتم طرحها على طاولة السعي والجهود الانتخابية في الولايات المتحدة، حتما من شأنها إحداث تغييرات مستقبلا، لذا فإن وجود فلسطين على منبر أول مناظرة بين المرشحين للانتخابات القادمة، يجعل من حضورها مستقبلا كملف له أولوية مؤكدا، حتى وإن حملت آراء وأفكارا لدعم الاحتلال، لكن الأساس أن فلسطين وغزة وضعت تحت مجهر الاهتمام، ووضعت في برامج المرشحين للرئاسة الأمريكية.