أحزاب فوق رمال متحركة
فادي زواد السمردلي
في ظل التحولات السياسية المستمرة في الأردن يبرز الدور الحيوي للأحزاب السياسية كمحرك رئيسي للتغيير والتنمية إلا أن الكثير من هذه الأحزاب يعاني من نقص في الرؤية الاستراتيجية والتوجيه السياسي مما يؤدي إلى تفتت الجبهة الداخلية وتشتت الجهود وينبغي على الأحزاب أن تولي اهتماماً أكبر بتعزيز الجبهة الداخلية وذلك من خلال التركيز على الأهمية الاستراتيجية لها وتحقيق التوازن بين الاستقطاب السياسي والديمقراطية الداخلية.
تعتبر الجبهة الداخلية للأحزاب السياسية الأساس الذي تقوم عليه قدرتها على التأثير والاستمرار مما يعزز التماسك الداخلي الحزب والقوة لمواجهة التحديات الخارجية ويحافظ على وحدة الصف والهوية ومع ذلك، فإن التفكك الداخلي يضعف الحزب ويجعله عرضة للانقسامات والصراعات التي تعيق قدرته على تحقيق أهدافه السياسية.
يؤدي الاستقطاب السياسي الغير مدروس واعتماد الكم بدلا من النوعية إلى تشتت الجهود وإضعاف القدرة على تحقيق الأهداف لان المصلحة الشخصية تتفوق على العامة واهتمام الأحزاب على الاستقطاب فقط يؤدي إلى تجاهل القضايا الأساسية التي تؤثر على المواطنين وتفقدها الاتصال بقواعدها الشعبية وهذا النهج يؤدي إلى تآكل الثقة بين الحزب وأنصاره، مما يجعل الحزب أقل قدرة على الاستجابة للتحديات الحقيقية وتجعل الأحزاب تعيش فوق رمال متحركة قد تقضي عليها بأية لحظة.
فتعزيز الديمقراطية الداخلية والشفافية والمشاركة داخل الأحزاب، تساعد في ضمان أن تكون القرارات ممثلة لإرادة الأعضاء والداعمين مما يقوي الجبهة الداخلية ويزيد من فاعلية الحزب بتبني ممارسات ديمقراطية ويمكن للأحزاب تعزيز الوحدة والتماسك وبالتالي تحقيق الاستقرار السياسي.
وتمثل الأزمات الدولية تحديات كبيرة للأحزاب السياسية حيث تجد الأحزاب التي لديها جبهة داخلية متماسكة صعوبة أقل في التعامل مع هذه التحديات بينما تتأثر الأحزاب التي تفتقر إلى التماسك الداخلي سلبًا بالضغوط الخارجية مما يعرضها للانقسام والضعف.
اذن تحصين الجبهة الداخلية للأحزاب السياسية يعتبر ضرورة لضمان استمراريتها وتأثيرها وهو أيضًا مؤشر على نضج العملية الديمقراطية داخل الحزب ويجب على الأحزاب أن تولي اهتمامًا أكبر بتعزيز الجبهة الداخلية من خلال التركيز على الأهمية الاستراتيجية لها وتحقيق التوازن بين الاستقطاب السياسي المدروس والديمقراطية الداخلية وذلك لتحقيق النجاح والاستقرار السياسي المستدام.