العثور على عيّنة لـ"نيزك" قمري نادر في عُمان
أعلنت سلطنة عُمان، اليوم الخميس، العثور على نيزك نادر للغاية يزن (59.5 غرام) في إطار جهود وزارة التراث والسياحة في مجال توثيق النيازك.
وذكرت وكالة الأنباء العمانية أن "مجموعة الدراسات العلمية" التي تم تنفيذها خلال الفترة الماضية، أكدت ندرة هذا النيزك الذي تم العثور عليه في 5 فبراير 2020، مقارنة بغيره من النيازك القمرية الأخرى حول العالم.
وتكمن الأهمية العلمية له بأنه "يعود إلى الجانب الأبعد من كوكب القمر"؛ في حين أن أغلب النيازك القمرية والمكتشفة على كوكب الأرض هي من الجزء الأقرب من كوكب القمر.
وبحسب الدراسات، فهذه العينة تختلف عن العينات التي عادت بها رحلات الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء الأمريكية "ناسا" التي اقتصرت على الجزء الأقرب من كوكب القمر.
وعلى ضوء هذه الدراسة، سيتمكن العلماء بشكل أوسع من معرفة وفهم خصائص ومكونات الجزء الأبعد من كوكب القمر، بالإضافة إلى كون هذه الدراسة تعد إضافة علمية جديدة على مستوى علوم النيازك والكويكبات.
ووفقاً للتحليل الكيميائي الذي نُفذ للعينة فإن المعادن الرئيسة لهذا النيزك هي: "بلاجيوجلاس (70٪)، بيروكسين (20٪)، أوليفين (5٪)، ومعادن أخرى بنسب أقل كالحديد والتروليت والمنغنيت".
ومن ضمن أبرز مميزات هذا النيزك وضوح القشرة الخارجية والمتأثرة بعملية الاحتراق الناجمة عن دخول النيزك للغلاف الجوي، وأدت هذه العملية إلى تشكل معادن المسكلينيت والتروليت، كما أكدت الدراسة العلمية أن الطبقة الخارجية للعينة تحتوي على ذرات منصهرة لتراب القمر.
ويأتي هذا الإنجاز استكمالاً لخطط وبرامج وزارة التراث والسياحة العُمانية المختلفة في مجال توثيق النيازك في السلطنة، ويجري تنفيذه بالتعاون مع متحف التاريخ الطبيعي ببيرن في سويسرا منذ عام 2001، وتم خلاله توثيق أكثر من 7341 قطعة نيزكية يزيد وزنها على 7000 كيلوغرام، حيث تنوّعت النيازك من كوكب القمر والمريخ ومختلف انشطارات حزام الكويكبات.
كما قامت وزارة السياحة العُمانية باستعادة هذه العينات النيزكية بعد استكمال مرحلة الدراسة والتحليل العلمي وتنفيذ مستحفظ خاص بالنيازك وفق أفضل الممارسات العالمية، بما يضمن حفظها وضمان استدامتها وتوثيقها علمياً.
وفي إطار برامج التحول الرقمي فقد أطلقت الوزارة، مطلع عام 2022، بالتعاون مع الشبكة الدولية لرصد النيازك وعدد من المؤسسات العلمية المتخصصة، مشروعاً علمياً لرصد وتوثيق النيازك لحظة دخولها للغلاف الجوي لسلطنة عُمان.
ويهدف المشروع إلى رصد أي نيزك فور دخوله المجال الجوي لسلطنة عُمان، وتحديد موقعه الجغرافي بدقة؛ وهو ما يُمكّن فريق البحث العلمي الميداني من الوصول إلى العينة مباشرة قبل تأثرها بالعوامل الطبيعية، فضلاً عن إمكانية إجراء البحوث العلمية التخصصية للعينة حديثة السقوط.
وقد تُوّجت هذه الجهود بالإعلان عن توثيق الوزارة لـ "نيزك الخذف" كأول نيزك يتم رصده وتحديد موقعه باستخدام التقنيات الحديثة بوزن إجمالي بلغ 22 غراماً، إذ يعدّ هذا الإنجاز دليلاً على نجاح تجربة سلطنة عُمان في استخدام التقنيات الحديثة في مجال البحث عن النيازك ميدانياً وفق أفضل الممارسات العالمية والمعتمدة علمياً.
وترجمةً للجهود التي تنفذها الوزارة للتعريف بأهمية النيازك العلمية واستثمارها بشكل مُستدام وتنويع وتعزيز الوجهات السياحية في مختلف المحافظات، فقد تم افتتاح معرض النيازك في عُمان في نسخته الثالثة بولاية صور بمحافظة جنوب الشرقية ضمن مجموعة من الفعاليات التي تحتفي بصور عاصمة السياحة العربية لعام 2024.