حكومة دولة الدكتور بشر الخصاونة
زياد محمد البلوش
لست هنا لأكون مادحا ،، بل مما اقرأ واسمع واشاهد...وكجردة حساب بسيطه من عمر الحكومه ، يتبين حجم التحدي الذي جاءت عليه الحكومة الحاليه .
فالمديونيه ثقيله ومتوارثه من حكومة إلى أخرى ، والفقر والبطاله ، والترهل الإداري ..وو..، ولكن ، يسجل لهذه الحكومه العمل على وقف النزيف ، والتقليل من زيادة العجز ، والأقل اقتراضا ، لتقارن نفسها بمن سبقها من الحكومات ، ولعل حكومة د. بشر الخصاونه عملت على إصدار الكثير من الانظمه والتعليمات لوقف الكثير من السلبيات ، مما كان سابقا يلحق ضررا ماليا وإداريا .
ولعل النقد على هذه الحكومه ، بطريقة تشكيلها ، أو كثرة التعديلات الوزاريه ، وربما تتساوى أو تزيد عن سابقاتها .
ولكن ،،، في عهد هذه الحكومه أصدرت انظمه و تعليمات ، أكثر مما سبق ، لتنهض بتشجيع الاستثمار ، ولعلي لا أبالغ اذا ما قلت إن هذه الحكومه هي الأكثر جديه في تشجيع الاستثمار ، بالرغم من أن النتائج ما زالت ضئيله ، الا انها افضل من سابقاتها .
وربما من حسن حظها أيضا أن كان مجلس النواب الحالي ، هو الأكثر تشريعا ، والاقل صداما مع الحكومه ، وهذا أعطى الحكومه دعما ، لم يكن من قبل ، ونوع من التشاركيه ، وهذا يسجل لرئيس مجلس النواب الحالي سعادة أحمد الصفدي ، ودولة د. بشر الخصاونه ، كنقطه ايجابيه ، فلا وقت للمناكفات ، او الصدامات ، في ظل ظروف استثنائيه .
وإن المراقب للمشهد بشكل عام ، يرى أن هذه الحكومه تعمل على المضي في معالجة التراكمات السابقه لتحريك العجله الاقتصادية والتخفيف من أعباء الفقر والبطاله ، وذلك بالشراكه الجاده مع القطاع الخاص ، والزيارات الميدانية ، والعلاقات الخارجيه ، وتسهيل الإجراءات التجاريه وفتح أسواق عربيه ، والمحاولات المتكرره لجذب الاستثمارات .
وبشكل عام ، فإن حكومة د. بشر الخصاونه ، لربما كانت الاكثر تحديا للتوقيت التي جاءت فيه ، فالصعوبات الخارجيه والداخليه من آثار جائحة كورونا ، والأضرار الصحيه ، والاقتصادية وتبعاتها كانت ككرة الثلج ، تزداد يوما بعد يوم ، ثم انقطاع الغاز المصري ، ثم مكافحة المخدرات والإرهاب على الحدود ، في ظل إقليم ملتهب ، في سوريا ، والوضع العراقي بشكل عام ، ثم الوضع الفلسطيني والعدوان على غزه ....لا شك أنه حملٌ ثقيلٌ على عاتق الحكومه ، ضمن الإمكانات المتاحة ، هي ذاتها ، او اقل ، كما كانت متاحه للحكومات السابقه ، بظروف مختلفه .
مما اقرأ واسمع واشاهد ، يسجل لدولة الرئيس د. بشر الخصاونه ، اختلافا إيجابيا عن سابقيه ، بأنه لا يخرج على الإعلام بين الفينة والأخرى ، ليوعد الأردنيين بعدم رفع الأسعار ، ثم يرفع المشتقات النفطية ، مثلا ...وبكل امانه كان الأقل وعودا للأردنيين دون تنفيذ الوعود....لذلك ورغم التحديات الثقيله ، لربما كانت الحكومه الاوضح ، والاكثر صراحة ، عن غيرها ، وهذا ساهم في تقليص فجوة انعدام الثقه بين المواطن والحكومه ، والتي اتسعت عبر حكومات سابقه .
أن هذه الحكومه كانت الاكثر اهتماما بالتشريع ، والالتفات إلى الموظف العام ، والمحاوله في تطوير الأداء ...وربما ذلك نقطه ايجابيه تسجل لهذه الحكومه ، بالرغم من أنها غير كافيه ، حتى الآن ، فلا رقابه كافيه على ظلم الموظف العام (ويا حبذا لو يلتقي دولته مع بعض الحالات وبالوثائق ، لينصفها )، وما زال الانتقاد يلاحق التعيينات بالوظائف العليا ،
لكن وبشكل عام ، لم تكن هذه الحكومه ثقيله على قلوب الأردنيين بكلامها ووعودها الغير منفذه ، كبعض الحكومات التي كان كلامها ليلا يمحوه النهار ،
ويسجل لهذه الحكومه أن كانت الاكثر وضوحا ومصداقيةَ ، والأقل استفزازا ، بالرغم من حملها لملفات اثقل من غيرها ، في توقيت مختلف ، لا بل مختلف بشكل كبير عن سابقاتها ،
والتاريخ سيسجل كل ذلك ، والحديث يطول ،
وإن توقد شمعه ، خير من أن تلعن الظلام ،لأن كثر النقد تقتل الهمم ،
كما ننتقد ، علينا أن نعزز الإيجابيات ، يدا بيد ،
اسأل الله أن يوفق الجميع لتحمل المسؤولية الوطنيه ،
والله الموفق ، والله من وراء القصد ، حمى الله الاردن ، ليبقى حرا امنا قويا ، في ظل حضرة صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه .