مدى اهمية موائمة مخرجات التعليم واحتياجات سوق العمل من منظور ولي العهد
الكاتب / المحامي عبدالله الصمادي
من أهم التحديات الرئيسية التي قد تواجه المخرجات التعليمية ومدى موائمتها لسوق العمل بوقتنا الراهن تكمن بالتغيرات السريعة والمتقلبة في احتياجات سوق العمل , حيث يتطلب من مؤسسات التعليم التكيف السريع لضمان توفير المهارات التي يحتاجها سوق العمل وفقاً للتطورات التكنولوجية والاقتصادية , لغايات تقليص الفجوة بين المهارات المطلوبة والمهارات المكتسبة .
وبذلك ونظراً للتغيرات السريعة وكوننا نواجه عصر جديد وله متطلبات تختلف وبشكل جذري مع المتطلبات السابقة لاسواق العمل نتيجة التطور والتكنولوجيا التي غزت سوق العمل فإننا نجد بالمؤسسات التعليمية ومراكز التدريب طوق نجاة لشبابنا اليافع أمام وحش البطالة والركود .
ونظراً لمدى اهمية الشباب ودورهم في البناء والتنمية المختلفة ولى سمو ولي العهد " الامير الحسين بن عبد الله الثاني " اهتمام خاص وكبير بالشباب سعيا لتمكينهم بالفرص والمهارات في المجالات ذات التنافسية العالية من خلال توجيهاته المستمرة حول ضرورة المواءمة بين مخرجات التعليم ومتطلبات سوق العمل و الاستمرار بتحديث المناهج بما يتواكب مع التطورات العالمية في مجال التعليم والاهتمام بالتدريب المهني والتقني وفتح اختصاصات جديدة ( كالصناعة , وتكنولوجيا المعلومات , والبناء , والتصميم ) والابتعاد عن الاختصاصات الأكاديمية التقليدية , كما ولم تقتصر جهود سموه بالتوجيهات فقط , حيث بادر سموه ومن خلال مؤسسة ولي العهد على إنشاء جامعة الحسين التقنية التي تهدف إلى توفير نموذج تعليم تقني مبتكر يتماشى مع آخر ما توصّلت إليه المؤسّسات التعليميّة في المجال التقني حول العالم , والتي تتميز بتركيزها على التطبيق العملي وليس النظري .
بالاضافة الى جهود سمو ولي العهد بالعمل على إطلاق كلية التدريب المهني المتقدم في الأردن من خلال جامعة الحسين التقنية، حيث تأتي هذه الكلية كمبادرة وطنية تهدف إلى تطوير منظومة التدريب والتعليم التقني والمهني في المملكة، التي تسعى الى تأهيل معاهد التدريب المهني تحت مظلة الكلية ورفع الكفايات التدريبية وتطوير المناهج من خلال تنمية وتطوير ودعم مهنيي المستقبل أو متدربي التعليم والتدريب التقني والمهني.
وبالختام، فإننا نوجه ومن منبرنا هذا دعوة الى القطاع التعليمي بكافة اطيافه الى السير على هدى تطلعات سمو ولي العهد والعمل بشكل جدي على تطوير مخرجاتها وتحديد اهدافها بتوفير كوادر مؤهلة ومتميزة تساهم في تطوير المجتمع وتحقيق الرؤية الهاشمية , كما وندعو شبابنا اليافع في تطوير مهاراته الفكرية بما يتلائم مع التطورات الحالية و عدم حصر عقولهم بتخصصات ومهن باتت جزء من الماضي و العمل على اختيار تخصصاً يتناسب مع اهتماماتهم وقدراتهم، ويتوافق مع احتياجات سوق العمل المحلي والعالمي وان يستثمرو في طاقتهم من خلال دورات التدريب التقني و المهني التي ستمكنهم من بناء مستقبل واعد ومهني ناجح يعود عليهم بالنفع .