«غزة» بين المطرقة والسندان
لما جمال العبسه
المناظرة الاستثنائية التي تمت الخميس الماضي بين مرشحي الرئاسة الامريكية الرئيس الحالي جو بايدن عن الحزب الديمقراطي، والسابق دونالد ترامب عن الحزب الجمهوري، كان فيها ما يعنينا في منطقة الشرق الاوسط وتحديدا القضية الفلسطينية والعدوان الصهيوامريكي على قطاع غزة والمقتلة الوحشية الدائرة في ابنائه، ولم يخِب ظن من تابع هذه المناظرة الهامة جدا بهذا الخصوص، فالرجلان تبارزا في ايهما اكثر ولاء ودعما لدولة الكيان الصهيوني المزعومة، حتى ان ترامب وجه شتيمة بنظره لبايدن حينما قال له «انت تتحدث كفلسطيني سيئ»!.
هذه المناظرة التي استعرض خلالها المتنافسان قدرتهما واستراتيجيتهما في دعم دولة الكيان التي حصلت على الضوء الاخضر من الادارة الامريكية الحالية في انزال ابشع صنوف القتل والتعذيب بين صفوف المدنيين في قطاع غزة من شماله الى جنوبه، وكلما زاد الصوت الصهيوني الرافض للاستمرار في هذه الحرب العشوائية الهادفة للقتل والقتل فقط داخل حكومة العدو الاسرائيلي، وان القضاء على المقاومة الفلسطينية امر صعب المنال، زاد الحنق الصهيوني وزادت معه العدة والعتاد الامريكي لاستمرار الابادة القائمة في القطاع.
بالطبع الطرفان يريدان شراء ود اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة الامريكية والذي لا شك يستطيع ان يتحكم بمشهد الانتخابات الرئاسية هناك بشكل كبير، من خلال قدرته ليس على تحقيق الفوز في الانتخابات بل على سقوط هذا الحزب او ذاك في الانتخابات وهذا الامر الصعب، وباتت فلسطين وتحديدا القطاع بين مطرقة بايدن وسندان ترامب.
وفي نظرة معمقة للدعاية الانتخابية الامريكية حول القضية الفلسطينية، نجد ان الحل الدبلوماسي قائم لدى الجانبين لكن باستبعاد الفلسطينيين، بمعنى الحديث مع الجميع دون صاحب المشكلة، وهذا الامر خاصة بعد السابع من اكتوبر المجيد لم يعد فاعلا فالقرار حول المساواة في تحقيق الامن والسلم لن يأتي على حساب الفلسطيني تحت اي بند.
اما الامر الاخر، والمتعلق بالحرب الفاشية على القطاع، لم يكن غريبا ان يدلي الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب بتصريحات اعتدنا على ما يشبهها في فترة ولايته، فقد اكد على انه يدعم استمرار هذه الحرب الوحشية على القطاع بكل ما اوتي من قوة، حتى قتل اخر مقاوم فلسطيني من وجهة نظره.
اما الرئيس الحالي فقد ظهر وكأنه حمامة سلام!، هو يقدم الاسلحة ويقدم حلا لوقف اطلاق النار في القطاع ضمن شروط الكيان الصهيوني ووجهة النظر الامريكية ويتحدث مع الجمبع باستثناء صاحب العلاقة، ويستمر في عدم قول الحقيقية وبان المقاومة ترفض مشروعه لوقف الحرب هناك.
الاكيد ان أيا منهما لا يريد خسارة صوت اللوبي الصهيوني هناك، وان حل الدولتين هو الافضل لانهاء ملف القضية الفلسطينية على اساس ان هذا الحل يأتي متوائما مع نظرة الكيان الصهيوني ويمينه المتطرف، بتقطيع اوصال فلسطين، لكن الفرق هو ان ترامب يريد ارض غزة كاملة لاغراض استثمارية يستفيد منها الكيان وكذلك الولايات المتحدة الامريكية اي ارض بلا سكان.
القادم مع الادارة الامريكية ايا كانت ليست افضل مما هي عليه الأن والاكيد انها ستكون أسوأ وسط عدم وجود رد فعل حقيقي من دول العالم وخاصة الاسلامية والعربية تجاه ما يحدث في فلسطين التاريخية دون استثناء اي جزء منها، وباتت مسألة اعادة استراتيجية المهادنة والمسالمة مع العدو الصهيوني ومن والاه بحاجة لاعادة صياغة فالجميع في مرمى النار.