الحسين يتعامل مع "ولاية العهد" بصرامة كبيرة .. ولن يحيد عن خُطى الأجداد والملك

خاص 

بفارق زمن قياسي كان ولي العهد الأمير الحسين في واجهة الحدث ومع البوصلة التي أظهرت أن الأمانة وتحمل المسؤوليات تجاه الوطن والشعب أكبر من مسمى محدد ضمن إطار الدستور والتشريع؛ إذ كان واضحًا أنه يتعامل مع ولاية العهد على أنها مهمة يجب أن تؤدى بإتقان وتمكن وليس موضع أمر شكلي فقط . 


الحسين يدخل عقده الثالث بفكر ونظرة شمولية كقائد مستقبلي في ظل ظروف وتحديات كبيرة كان قد أشار لها في أكثر من مناسبة ومحفل وخلال لقاءات إعلامية؛ واللافت أكثر هو حالة التدرج في الدخول إلى مزاج المجتمع، وأجواء الإقليم والعالم الأمر الذي يقف خلفه جلالة الملك والملكة وخبرتهم الطويلة في التعامل مع الأحداث على اختلافها، والتمرس على الدبلوماسية أمر يحتاج لروتين محبب بالنسبة لأمير شاب يريد أن يعرف المداخل والمخارج كافة، والتي هي الفيصل في تحديد خارطة طريق ليست سهلة ومحفوفة بالمعضلات.  


ذلك الظهور السهل الممتنع الذي كان الأمير الحسين حريصا أن لا يقصر فيه أثبت أنه يريد أن يقف ويسند مهمة جلالة الملك الكبيرة في توقيت حاسم وملتهب، إذ لا يمكن أن يفوت حدث سياسي أو رياضي أو محفل اجتماعي أو زيارة ميدانية مهمة لشركة ناشئة أو دعم رواد الأعمال والشباب والمرأة والأطفال، وحتى تركيزه على الاقتصاد ولفت نظر المسؤولين إلى النهوض به أمرا جديرا بالذكر؛ لأهميته في وقت تحتاج المملكة إلى دفعة استثمارات ومشاريع حيوية. 


لهجة ولي العهد قريبة من الشارع بطريقة محببة وملامحه التي تشبه جده الملك الراحل الحسين بن طلال -طيب الله ثراه- تعيد المشهد إلى عمّان في السبعينيات والثمانينيات حيث كانت الأنظار تتجه على صعود وتدرج الأمير عبدالله الثاني آنذاك ليكون اليوم وبعد 25 عاما من تسلم سلطاته الدستورية المرجع الأول والمُعلم لنجله الأكبر وولي عهده الحسين الذي  لا يجعلنا نشعر أننا بمنأى عن عقليته وكيف يفكر كفرد من العائلة الهاشمية والأسرة الأردنية الواحدة . 

 
وعلى الرغم من أن الحسين شخصية شابة محببة وعفوية وهذا كان واضحا بحديثه عن تفاصيل من حياته الخاصة وزوجته سمو الأميرة رجوة وترقبه لقدوم مولوده الأول؛ وكلها تعبر عن مدى قرب الحسين من الأردنيين، لكنه أيضا لا يظهر ذات التعابير والملامح عندما يتعلق الأمر بتقصير من قبل مسؤول أو جهة ما؛ فحينها لا ولن يظهر أي تهاون مع أحد وستتغير طريقته تماما، لأنه لا يريد للأردن سوى أن يكون الأفضل والأميز بدوره وحضوره ومكانته، وبما يقدمه لكل إنسان على أرضه. 


العيد الثلاثون ربما يكون مختلفا بعض الشيء بالنسبة للأمير الحسين كونه أصبح زوجا وأبا لكن هذا على الصعيد الشخصي، أما محليا وإقليميا فكانت الحرب الوحشية على قطاع غزة من قبل الاحتلال السافر هي الأهم بالنسبة لسموه ، واتباع سردية جلالة الملك ورؤيته ومواقفه التي كانت كفيلة بتغيير الرأي العام العالمي، وكشف حقائق كثيرة على الرغم أيضا من تحمل الهاشميين لاتهامات يقف خلفها أبواق مأجورة لا تعرف ماذا يعني حب الوطن والتضحية من أجله، كلها نهج رسخ في ذهن الحسين الشاب الأردني والأمير وولي العهد الذي يثبت بوعيه أن الأردن بخير مَهمَا مر بظروف ومشكلات فسيظل قويًا.