حرب الاتهامات،،إبتزاز ومساومة

د.عبدالحكيم القرالة

يلحظ المراقب والمتابع للعلاقات الامريكية الاسرائيلية منذ  بدء العدوان الغاشم على قطاع غزة شابها حالة من المد والجزر والتجاذبات والاختلافات في الرؤى والاشتباك مع ملف غزة .

غير أن كل هذه الحرب الكلامية والتصريحات والانتقادات اللاذعة بين الطرفين خصوصا بين الرئيس الامريكي بايدن وبنيامين نيتنياهو لم تغير او تؤثر  في جوهر الدعم اللامحدود واللامشروط من قبل الادارة الامريكية ودعمها المستدام لدولة الاحتلال على الصعد كافة سياسيا وعسكريا وقانونيا ولوجستيا.

وهنا فأن جميع هذه الخلافات لم تتعدى حدود اللفظ والنقد أو القلق و التخوفات والتحذيرات لكنها لم تشهد تحركا فعليا قيد انملة من قبل ادارة بايدن للجم العنف والاجرام الاسرائيلي وكان بعضها تكتيكيا في محاولة امريكية لترميم الصورة التي تهشمت في ظل دعم لا متناهي لالة الحرب الاسرائيلية .

اللافت في الامر تحول نهج الانتقادات التي وصلت حد الاتهامات من قبل نيتنياهو لادارة بايدن بتعطيل بعض صفقات الاسلحة  أو تأخيرها وتحميلها مسؤولية الفشل العسكري لالة الحرب الاسرائيلية ما خلق حالة من التوتر وربما شابه شيء من الغضب لدى ادارة بايدن بعد هذا الجحود الاسرائيلي المستغرب ..

نيتنياهو بخبث ودهاء عمد الى استثمار اللحظة واقتناصها في ظل قرب استحقاق الانتخابات الرئاسية الامريكية وحاجة بايدن لدعم اللوبي الصهيوني وحالة نزيف الاصوات ورصيد المؤيدين الذي يعانيه بايدن في معركته مع ترامب.

يحاول نيتنياهو أن يبقى في هذه الحالة من الابتزاز والمساومة في الاشتباك مع الادارة الامريكية واستغلال كل هذه المحددات التي تشكل اوراق ضغط كبيرة على بايدن وفرصته في ولاية ثانية وصولا لتحقيق هدفه الرئيس والمتمثل بابقاء الدعم الامريكي مستداما وغير مشروط.

في الواقع أن بايدن في وضع لا يحسد عليه واجادة نيتنياهو اللعب على الاوتار الحساسة في العلاقات  الامريكية الاسرائيلية واستغلال كافة الظروف التي تمر بها حالة التنافس الشديد بين الديمقراطيين والجمهوريين لتحقيق مصالحه. ومصالح اليمين المتطرف  تجعل الأمرغاية في الصعوبة والتعقيد.

نيتنياهو  واليمين المتطرف بعد اشهر من الحرب الغاشمة على غزة وما خلفته من كوارث انسانية وجرائم حرب وابادة واستهداف للمدنيين وقطع كل سبل الحياة وضعوا امريكا وادارة بايدن في مأزق وزاوية ضيقه لا يمكن الخروج منها بسهولة بعدما تعرض النموذج الامريكي الديمقراطي الحامي لحقوق الانسان لتهشيم كبير وسقوط مدوي في اختبار غزة .

ولن يكن رفص نيتنياهو لمقترح بايدن للتهدئة ولا التحذيرات من تصعيد في الجبهة الشمالية  سعياً لجر الولايات المتحدة الامريكية لحرب شاملة واقليمية اخر الافخاخ التي يوقع بها نيتتياهو ادارة بايدن فالأيام حبلى بالاحداث .

جملة القول جل وجوهر اشتباك نيتنياهو مع ادارة بايدن قائم على الابتزاز والمساومة مستغلا كل ما تمر به هذه الادارة من ظروف مرحلية تحكمها محددات مختلفة لكي يبقى الدعم الامريكي قائما الى مالا نهاية.

الرأي