حماة الوطن... طوق النجاة ودرع الحماية
بشاير كريشان
«مين بده يحمي البلد؟» جملة استحضرتني أثناء متابعتي للأحداث الأخيرة والمتعلقة بقضية ماركا الجنوبية، هذه الجملة عبّر بها نجلي الأكبر البالغ الآن تسع سنوات في حوار دار بيننا عند سؤاله ماذا ترغب في أن تكون أو أن تعمل عندما تكبر، إذ أذكر بأنه أجابني فوراً أرغب أن أكون رجل أمن وعند سؤالي له لماذا هذا العمل تحديداً فهناك خيارات عدة من الهندسة والطب والإعلام وقطاع التكنولوجيا وغيرها من التخصصات، فرد بكل بساطة وبفطرة الأطفال «إذاً من سيحمي الوطن؟»، لقد خالجني شعور بالفرح بأنه حتى الأطفال تعي تماماً بأن الوطن هو أسمى غاية وحمايته هو أعظم عمل، وبأن كل من يقتضي عمله حفظ أمن واستقرار الوطن هم فرسانه وطوق نجاته ودرع حمايته لننعم بحياة هانئة مطمئنة ونمارس مجريات حياتنا اليومية ونحلم بمستقبل زاخر بالأمل.
الحقيقة بأن من يتابع المشهد لابد بأن يمتلك اليقين بأن مملكتنا تحظى بمؤسسات عسكرية على اختلاف تخصصاتها وطبيعة مهامها من القوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي، جهاز الأمن العام، ودائرة المخابرات العامة تمتلك المهارات والحرفية العالية للتعامل مع أي خطر أو حالة تنوي المساس بالأمن الوطني والاستقرار المجتمعي مشكلين ما يمكن التعبير عنه بحزام الوطن.
إذ تعبّر مؤسساتنا العسكرية عن الشخصية الوطنية الأردنية بكل تجلياتها التي تسعى وتتطلع مع القائد الأعلى للقوات المسلحة الأردنية الجيش العربي جلالة الملك عبد الله الثاني إلى كل قيم العدل والتسامح واحترام الانسان، من منطلق القوة والادراك الكامل لرسالة الإسلام السمحة ونبذ كافة أشكال العنف والتطرف والإرهاب، فجاء شعار الجيش العربي الذي يزيّن هامات رجاله شعاراً يعكس قيم الصبر والإرادة ويحمل معاني القوة والمنعة في هذا البلد الآمن.
وهناك العديد من المواقف الوطنية والأحداث الأمنية التي مر بها الأردن وآخرها قضية ماركا الجنوبية التي تؤكد بأن الوطن يحاط بسيطرة محكمة من أعين ساهرة وسواعد عاملة وجباه سمر تعمل بكل جد وأمانة لننعم ببحر لا ينضب من الأمن والأمان، ونستطيع من خلالها أن نتابع الأخبار بكل هدوء وثقة بأن الأردن بين أياد أمينه ليطيب عيشنا وتنام أعينا هانئة البال.
نعمل ونسعى ونخوض معاركنا اليومية ونمارس حياتنا الروتينية وهناك كفوف بيضاء تحمل أرواحها على أكفها فداء لهذا الوطن ودفاعاً عن أمنه واستقراره، هم أبناء الوطن هم منا ونحن منهم هم نشامى الوطن من الجيش العربي وأجهزتنا الأمنية وفرسان الحق الذين يعملون في العلن والخفاء من أجل أن يكون الأردن حصنا شامخا في وجه الشر والظلام فسيروا أيها النشامى ونحن معكم والله يرعاكم.