انطلاق فعاليات مؤتمر "سيجري" الخامس (صور)
مندوبًا عن رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة افتتح وزير الطاقة والثروة المعدنية الدكتور صالح الخرابشة اليوم الأربعاء فعاليات مؤتمر سيجري الخامس تحت عنوان "الشبكات الكهربائية المستدامة والرقمنة نحو المستقبل".
وقال ان قطاع الكهرباء شهد تطورا مبكرا ليصبح واحدا من افضل الانظمة الكهربائية في المنطقة، من خلال تطوير منظومة الربط الكهربائي مع دول الجوار.
وأكد أن موقع الاردن الجغرافي المتوسط ومتانة نظامه الكهربائي وكفاءة أبنائه القائمين على إدارة هذا النظام، مكنته من لعب دورً رئيسي في تعزيز مشاريع الربط الكهربائي في المنطقة بجهود وتعاون الدول المتجاورة.
كما اكد أن انعقاد المؤتمر يجسد رؤية جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين بأن يكون الأردن مبادراً وداعماً لكل جهد عربي وعالمي، ويسعى لتحقيق التقدم والتطور العلمي والتقني, والانتقال إلى مفهوم الاسواق الكهربائية المشتركة التي تؤهل المنطقة للارتباط بأسواق الكهرباء العالمية.
وأشار الخرابشة الى ان الأردن يعمل حالياً على تعزيز مشروع الربط الكهربائي مع الاشقاء في مصر والعراق وفلسطين لمضاعفة قدرات تبادل الطاقة الكهربائية بينها، لافتا الى ان العمل جار على انشاء نقطة ربط كهربائية جديدة مع الجانب السعودي.
واعرب عن آمله أن تنجز هذه المشاريع قريباً لتساهم برفع مستوى عمليات تبادل الطاقة الكهربائية بين دول المنطقة وخلق سوق كهرباء متكامل وتنافسي مما يحسن من اقتصاديات المنظومات الكهربائية ومشاريع الربط، كما سيسهم في تحقيق الدعم الفني للشبكات الكهربائية المترابطة.
وفي الحديث عن النظام الكهربائي الاردني، قال الخرابشة، على الرغم من صغر حجم النظام نسبياً إلا انه تمكن في أقل من عشر سنوات من رفع نسبة مساهمة مصادر الطاقة المتجددة المتأتية من الرياح والشمس في خليط الكهرباء من أقل من 1% عام 2014 إلى ما يزيد عن 26% في عام 2023 متجاوزاً بذلك الصعوبات والتحديات التي نعمل على حلها لدعم توجهنا برفع النسبة الى ما يزيد عن 30% بحلول عام 2030.
وأشار الوزير الخرابشة الى ان الوزارة تعمل حاليا على الاعداد لتنفيذ اول مشروع لتخزين الكهرباء بواسطة ضخ المياه على سد الموجب باستطاعة 450 م.و بسعة تخزينية تصل لسبع ساعات، والعمل على تعزيز الشبكات الكهربائية على مستوى النقل والتوزيع ورفع كفاءتها بإدخال مفهوم الشبكات والأنظمة الذكية.
وأكد الخرابشة طموح الاردن بأن يكون جزءا من الخطط العالمية في دعم التوجه نحو التحول الطاقي، مسلطا الضوء على ما وصفه بالفرص الذهبية أمام الاردن والدول العربية بالتعاون الجماعي المتكامل لتصبح المنطقة مصدرا رئيسيا لانتاج الطاقات الخضراء بكافة اشكالها وخاصة الهيدروجين الأخضر- وقود المستقبل- لتغطية احتياجاتنا أولاً وتصدير الفائض إلى الدول المستهلكة التي تسعى لتحقيق أهدافها في الاستدامة البيئية وتنويع مصادر الطاقة.
ونوه الخرابشة الى إعداد وثيقة وطنية للهيدروجين الأخضر وضعت خارطة طريق طويلة المدى وواضحة المعالم للتوجه نحو ادخال مشاريع انتاج الهيدروجين الأخضر إلى الأردن، كما تم اعداد الدراسات لتطوير التشريعات والأطر التنظيمية اللازمة لتطوير أسواق الهيدروجين الأخضر ونعمل الان على اعداد خطط لتنفيذ مخرجات هذه الدراسات.
وأضاف" قمنا بتشكيل لجنة وطنية للهيدروجين الأخضر لمتابعة الاستثمار في هذه الصناعة و تذليل العقبات التي قد تواجه هذه الاستثمارات، حيث قمنا حتى الآن بتوقيع 12 مذكرة تفاهم واتفاقية إطارية واحدة مع شركات عالمية ومحلية ترغب بدراسة فرص الاستثمار في الاردن في هذا المجال، ونعمل حالياُ على دراسة الخيار الأمثل لنموذج بنية تحتية مشتركة لهذه المشاريع وذلك بالتعاون مع أحد الشركات الاستشارية العالمية و بالتشاور مع المستثمرين المحتملين و الممولين والجهات الداعمة للوصول إلى حلول مثلى تلبي مصلحة جميع الأطراف.
وقال رئيس جمعية سيجري الوطنية الأردنية/مدير عام شركة الكهرباء الوطنية المهندس امجد الرواشدة على الرغم من محدودية مساهمة الطاقة المتجددة في قطاعات الطاقة المختلفة سوى الطاقة الكهربائية، إلا أن هذه القطاعات هي الأخرى تشهد تحولًا في نمط وطبيعة استهلاك الطاقة الأولية.
وأضاف على رأس هذه القطاعات قطاع النقل والذي يمثل ما يقارب (27-30) % من الاستهلاك العالمي للطاقة الأولية.
وأشار الى عدد المركبات الكهربائية وصل إلى 40 مليون مركبة لعام 2023 بما نسبته 3 % من إجمالي المركبات في العالم وبزيادة مقدارها 14 مليون مركبة عن عام 2022.
وتوقع الرواشدة أن يصل عدد المركبات الكهربائية في السيناريو المتوسط إلى 210 مليون مركبة على الأقل في عام 2030 وبما نسبته 11% من إجمالي المركبات وقد يصل لأكثر من 300 مليون مركبة في السيناريو المرتفع بما نسبته 16%.
وقدر أثر التحول للمركبات الكهربائية على النظم الكهربائية العالمية بزيادة حصة المركبات الكهربائية من الطلب الإجمالي على الطاقة الكهربائية إلى 3.5% في 2030, في حين كانت الحصة حوالي 0.5% عام 2022.
ونوه الى ضرورة التخطيط الاستراتيجي المشترك بما يعزز من التكاملية بين القطاعات ويحول التحديات السابقة لفرص تعزز من التنمية الاقتصادية, وهذا ما قامت به الكثير من الدول حيث أن أكثر من 23 دولة عالميًا أعلنت خططها الاستراتيجية في هذا المجال.
وأوضح المهندس الرواشدة الى السير بإعداد استراتيجية وسائط النقل الكهربائية, منوها الى أهمية النظر في التحول الطاقي المستدام مع الاخذ بعين الاعتبار الرقمنة ودورها كأحد أهم الممكنات لتعزيز التحول الطاقي المستدام من خلال تسهيل وتعزيز عملية تطوير أنظمة الطاقة، حيث تلعب دورًا محوريًا في تعزيز التكامل بين مختلف مصادر الطاقة، بما في ذلك الطاقات المتجددة, ويحسين كفاءة الشبكات الكهربائية, و إيجاد البيئة المثلى لتطبيقات التعرفة الذكية وضمان عدالة الكلف والتزود الآمن والمستدام.
وقال إننا في سيجري الوطنية الأردنية (أحد اللجان الوطنية المنبثقة عن سيجري العالمية باريس) ملتزمون بتعزيز البحث والتطوير، وتبادل المعرفة والخبرات، ودعم المبادرات التي تسهم في تحقيق رؤيتنا لمستقبل طاقة مستدام ومزدهر.
وتابع: يأتي ذلك انسجامًا مع الرؤى الملكية السامية ومع رؤيــة التحديــث الاقتصادي بمســاراتها الثلاثة السياســية والاقتصــادية والإدارية، وبمــا يتضمنــه هــذا البرنامــج مــن مبــادرات ومشــاريع وتشــريعات وإجــراءات ذات أولويــة فــي القطاعــات التنمويــة المختلفــة، والتــي تعمل جميــع الــوزارات والمؤسســات علــى تنفيذهــا، وبمــا يمهــد للوصــول إلــى المســتهدفات الخاصــة بالنمــو وإيجــاد فــرص العمــل والاســتثمار والشــراكة مــع القطــاع الخــاص.
وقال سكرتير جمعية سيجري الوطنية الأردنية المهندس عيد العساف ان المؤتمر يشكل فرصة حقيقية لمناقشة التحديات التي تواجه الأنظمة الكهربائية محليًا واقليميًا ومتطلبات استدامة أنظمة الطاقة الكهربائية إضافة الى تقييم فرص الاستفادة من التطور الرقمي، وذلك من خلال مناقشة واستعراض الخبراء والمهندسين المشاركين لأكثر من (50) ورقة بحثية مبتكرة.
وأضاف إن تنظيم هذا المؤتمر الذي يقام في الأردن يعكس السياسة الوطنية ورؤية جلالة الملك عبد الله الثاني, ويأتي لترويج الأردن كرائد إقليمي لاستضافة حلقات التواصل العلمي والعملي والتبادل المعرفي، حيث حرصت رؤية جلالة الملك عبدالله الثاني 2025 على جعل الأردن بوابةً للمنطقة في مجالَي تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتجارة الالكترونية، وتحويل الأردن إلى مجتمع معلوماتي يتمتع بكلّ ما تتطلّبه تحدّيات الاقتصاد المعرفي العالمي من إمكانيات وقدرات.
وأشار الى ان المؤتمر يمثل وعياً من سيجري الوطنية الأردنية التي لها مكانتها الخاصة في سيجري العالمية لأهمية مواكبة التقدم العلمي في قطاع الكهرباء والبحث العلمي وما يواجهه من تحديات.
ويتضمن المؤتمر الذي يعقد على مدار يومين على حلقات نقاشية بمشاركة مجموعة من المتحدثين القادة والخبراء الاقليميين الذين سيشاركوننا رؤاهم وخبراتهم مثل رئيس الاتحاد العربي للكهرباء، رئيس منظمة مسيّري شبكات نقل الكهرباء في حوض البحر الأبيض المتوسط Med-TSO، الرئيس التنفيذي لهيئة الربط الكهربائي لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربي، الرئيس التنفيذي للشركة السعودية لإنتاج الطاقة، رئيس مجلس ادارة شركة كهرباء محافظة القدس، رئيس مركز الأمن السيبراني، ومتحدثين عالميين أخرين من حول العالم (امريكا و اوروبا).
ويشتمل على أوراق علمية محكمة والعديد من ورش العمل المتخصصة في مجال ادارة المخاطر في قطاع الطاقة وفي مجال الهيدروجين ومرونة الشبكات الكهربائية.
وافتتح مندوب رئيس الوزراء على هامش المؤتمر معرضا تقنيا شاركت فيه شركات عالمية بهدف عرض أحدث الابتكارات والتقنيات والحلول الذكية في مجال الطاقة الكهربائية إضافة الى الحلول التي تعنى بالتطور الرقمي.