زوجة نتنياهو تتّهم الجيش بمحاولة تنظيم انقلاب عسكري
اتهمت سارة نتنياهو زوجة رئيس وزراء الاحتلال، الجيش بمحاولة تنظيم انقلاب عسكري ضد زوجها، بعد تصريحات لبنيامين نتنياهو اتهم فيها قوى اليسار بالدعوة إلى اغتياله.
وجاءت اتهامات سارة نتنياهو خلال لقاء أجرته مع عدد من ممثلي عائلات الأسرى الإسرائيليين، وكُشف النقاب عنه أمس الثلاثاء في صحيفة "هآرتس”.
وبحسب أكثر من شخص حضر اللقاء، ذكرت سارة نتنياهو عدة مرات أنها لا تثق بقيادة جيش الاحتلال”لأن كبار الجنرالات يسربون للصحافة أنباء كاذبة عن زوجي بشكل منهجي وبلا حدود”.
وقد قاطعها عدد منهم محتجين على هذه الاتهامات ورافضين لها، فردت عليهم بأنهم لا يفهمون أن هناك محاولة جدية لتنفيذ انقلاب عسكري، ورددت هذا الاتهام بهذه الكلمات مرة تلو الأخرى.
وقالت العقيد في جيش الاحتياط فاردا فومرنتس التي قتل أحد أبنائها في الحرب وشغلت منصب رئيسة دائرة المصابين في الجيش، إنها كانت شاهدة على تصريحات سارة نتنياهو، وإنها حرصت على نقل المشهد إلى قيادة الجيش.
واعتبرت تصريحات سارة خطيرة، خصوصا أنها جاءت فقط بعد يومين من مشاركة نجلها يائير نتنياهو متابعيه على حساباته في الشبكات الاجتماعية منشورات تتهم قادة في الجيش بتنظيم انقلاب عسكري على والده للتغطية على قصورهم في مواجهة عملية طوفان الأقصى.
واتهمت المنشورات رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية أهرون حليفا، ورئيس المخابرات العامة رونين بار، بإخفاء معلومات عن الجمهور. وتساءل يائير نتنياهو: "ماذا يُخفون؟ أليست هذه خيانة؟ لماذا يرفضون إجراء تحقيق خارجي في تصرفاتهم؟”.
ومع أن الناطق بلسان رئيس الحكومة نفى تصريحات سارة نتنياهو، فإن الإعلام العبري تمسك بها، وقال إن هناك تكتيكا جديدا يتبعه نتنياهو، يحاول فيه الظهور كضحية حتى يخفف من الرفض الجماهيري الواسع له، فاستطلاعات الرأي تشير إلى أنه في حال إجراء انتخابات اليوم سيخسر الحكم بشكل مؤكد، كما تشير إلى أن محاولاته الظهور على أنه قائد قوي يجلب الانتصار للاحتلال على "حماس” لا تقنع الجمهور.
يُذكر أن نتنياهو نفسه ظهر في مقابلة صحافية للمرة الأولى باللغة العبرية يوم الأحد الماضي، وذلك في "القناة "4” التي تعد بُوقا لمعسكر اليمين المتطرف، وقال إنه بات قلقا على حياته وعلى حياة أولاده وزوجته.
وجاءت كلماته فيما أعلن "الشاباك” (جهاز المخابرات العامة)، أنه يطالب بإعفائه من حراسة ابنه يائير الذي يستجم منذ سنة في ولاية ميامي الأمريكية. والتقط سياح إسرائيليون صورا له وهو يستجم أيضا في غواتيمالا. وسمع شهود عيان نتنياهو وهو يصيح غاضبا: "يلاحقون ابني من مكان إلى مكان، يريدون قتله، وفي هذا الوقت بالذات يقرر الشاباك رفع الحماية عنه”.
ومن المعروف أن الشاباك طلب أن تنقل الحراسة إلى وحدة حماية رئيس الحكومة، وليس رفع الحماية عنه، إذ إنه حسب القانون يتحمل الشاباك حراسة مجموعة ضيقة من الشخصيات السياسية والعسكرية المهمة.
وتحدث نتنياهو في المقابلة عن التهديد الذي يتعرض له من المتظاهرين أمام بيته، وقال: "علينا أن نعرف وندرك أن عدونا في الخارج وليس في الداخل، لقد شاركت في حفل لذكرى ضحايا سفينة الطلينا (التي جلبت يهودا وعلى متنها أسلحة في سنة 1948، وأعطى رئيس الوزراء ديفيد بن غوريون، أوامر بإغراقها)، وكنت أتحدث عن الوحدة وفي الخلفية يحرضون علي، ويهتفون ضدي، ويطلقون هتافات تدعو لقتلي، وأنا أريد أن أتوجه إليهم من هنا وأقول: انضجوا وارتقوا إلى مستوى المسؤولية”.
وقد توجه المستشار القضائي لحزب الليكود المحامي آفي هاليفي برسالة إلى المستشارة القضائية للحكومة غالي بهراف ميارا، محذرا من أن "هناك خطرا واضحا وفوريا على الأمن الشخصي لرئيس الحكومة وعائلته”، وطلب اعتقال ثلاثة من قادة الاحتجاجات في البلاد.
وهناك من يرى أن نتنياهو يخاف من أن تقود هذه الاحتجاجات واللهجة الحادة من معارضيه ضده إلى اغتياله، كما حصل مع رئيس الوزراء الأسبق إسحاق رابين سنة 1995.