الأردنيون والجيش.. علاقة نادرة
كتب : محمود عطاالله كريشان
من نافلة القول التأكيد أن ثمة علاقة نادرة بين الجيش والأردنيين، قوامها الإخلاص المتبادل، والتفهم الحقيقي لدور الجيش في حياة الأردنيين.. فالأردنيون يدركون تماما أن الجيش العربي يتجاوز المفاهيم التقليدية للأمن ومهامه الروتينية، ليمثل عنصرا فاعلا في الحياة اليومية الأردنية.
وبالطبع.. فإن هذا الجيش أنبتته الأرض العاشقة واحتضنت جذوره، فليست جميع شعوب الأرض تعشق جيوشها، وتُغني لها من قرارة الروح، حتى في لحظات الفرح الشخصية، فكم خرجت شعوب لتهتف ضد جيوشها، وكم ارتبطت صورة تلك الجيوش في ذاكرة الأمم بالأسود القاتم والحُمرة القانية، لكن الجيش العربي الأردني، يجنح للخضرة الراتقة، المستمدة من غابات الوطن، وكأن كل ضابط وجندي من أفراده، شجرة معطاءة تظلل ممرات مدينة الحسين الطبية، وروابي «شارع الشعب» وحتى أبعد نقطة حدودية في هذه المملكة الأبية.
كان لا بد من هذه المقدمة النابعة من الوجدان، ونحن نحظى بشرف الكتابة عن كبرى مؤسسات الدولة/ القوات المسلحة الباسلة، والتأشير بفخر واعتزاز إلى دور كافة منتسبي هذا الجيش العظيم، مصنع الرجال ومبعث الرجاء ومعقد الآمال.. الأمناء على شعارهم في الولاء للعرش الهاشمي النبيل، والانتماء لثرى الأردن الطاهر الطهور، في السراء والضراء «الله.. الوطن.. المليك».
إذن هو الجيش الأردني، الذي يتدفق شهامة وشجاعة ورجولة، وهو يحرس الحدود والوجود، على امتداد الجغرافيا، حيث ينهض بواجبات كبيرة في ظروف إقليمية ملتهبة، ليحمي حدودنا الغربية والشرقية والشمالية والجنوبية، حيث إن هذه القوات المظفرة، من كتائب وألوية حرس الحدود، تعمل على مدار الساعة لتأمين الحدود الأردنية في كافة الاتجاهات، وتمر بأراض متنوعة جغرافيا ووعرة جدا في بعض المناطق، في هذا الظرف الصعب، ما يضاعف مسؤوليات قوات حرس الحدود في حماية حدود الوطن من أي اعتداءات أو اختراقات أو أي تهديدات معادية للأرض والإنسان، أو كيان الدولة، وأية نشاطات «غير مشروعة»، ضمن إجراءات وقائية مشددة، حيث جاهزية النشامى دوما في قمتها، لمواجهة أي طارئ والتصدي لأي «عابث» و»مخرب» و»مهرب»، وكافة العناصر الإجرامية، حتى يبقى الوطن بسمائه وأرضه وبحره آمنا مستقرا، ذلك استمراراً للجهود المكثفة وكافة الإجراءات التى تنفذها قوات حرس الحدود، ليلاً ونهاراً فى تأمين حدود الأردن، بالتزامن مع تكثيف إجراءات الإحكام والسيطرة على كافة المنافذ والمعابر الحدودية للمملكة الأردنية الهاشمية.
كذلك هي الرسالة التي يحملها الأردن بقيادته الهاشمية على مرّ التاريخ تنطلق من ثقته بجيشه العربي الذي غدا نموذجا للعطاء الذي تجاوز حدود الوطن العزيز وإيمانه على الدوام بالدور الإنساني النبيل.. ومن هنا فإن السجل الحضاري الحافل للجيش العربي المصطفوي، لم يقف عند حدّ الدفاع عن الوطن، والحفاظ على مكتسباته، بل تعداه الى أدوار إنسانية؛ إذْ أنبتت واحات وارفة الظلال من السكينة والطمأنينة اينما حلت وحيثما قامت، إذْ المستشفيات الميدانية التابعة للقوات المسلحة الأردنية تقدم جهدها بظروف خطرة في غزة ورام الله ونابلس والعراق الى افغانستان وهاييتي وغيرها من الدول التي هي بحاجة لتلك المستشفيات الإنسانية، وقد أثمرت هذه الجهود الإنسانية أعمالاً خيرة وقدمت واجبات تفرضها أخلاقنا الإسلامية والعربية ويؤديها نشامى الجيش العربي يعمدونها بدمهم وعرقهم تجاه أشقاء في العقيدة وإخوة في الإنسانية يعانون من ويلات الحروب والمصائب والكوارث المتعددة والإضطراب، وهو سجل هذه القوات الباسلة الناصع، الذي يشكل بحق مفخرة ووسام شرف على صدر الوطن، وعلى صدر الأمة كلها، من الماء إلى الماء، وعلى صدر كل الشرفاء، لم يأت عبثا، أو صدفة، فهم خريجو مدرسة الهاشميين الأبرار، الذين ضربوا أروع الأمثلة، في البذل والعطاء لأمتهم ودينهم ووطنهم
كما انه الجيش الذي دافع عن الأردن وعن فلسطين وعن القدس بالذات وقد سطرت ألويته وكتائبه المظفرة أروع البطولات في الذود عن الارض العربية، ودافع عن كل أرض عربية داهمها الخطر، وهو اليوم يدافع عن العدالة والسلام والاستقرار على امتداد الكوكب، ليكون بذلك الجيش المصطفوي بحق عندما يجسد إنتصار الإنسان لأخيه الإنسان ضد القهر والعدوان والتسلط أيا كان مكان وزمان ذلك الإنسان.
ختاما.. «جيشنا» جيش الوطن.. أهزوجة الأردني المفضلة، فالجميع في خندق واحد، والجميع يعيشون حبا متصلا لغد الوطن الذي نريده بمواقف رجاله المجبولة بالتضحيات والكرامة والكبرياء.. و: الجيش العربي.. الله معك.. ما أنزهك.. ما أروعك.. حامي بلادي.. من الأعادي.. ويل العدو من مدفعك.. الجيش العربي.. الله معك.. أنت أملنا بالوجود.. حامي ديارنا والحدود.. هجمتك هجمة أسود.. الله معك يا كل الأمل.. يا عاطي الشعوب أروع مثل.. أنت التاريخ علّيتْ جبينه.. وبصفحته إنكتب إسمك بطل.. يا جيشنا يا سياجِنا.. نفديك بروحنا ودمّنا.. الله معك
Kreshan35@yahoo.com