عصام المبيضين

انشغلت عشرات الصالونات السياسية، ودواوين العشائر والروابط العمانية في المحافظات والقرى والبادية والمخيمات خلال عيد  الأضحى بالأحاديث السياسية، بقراءة وتحليل جملة من القضايا المحلية الساخنة،وبينما تتحدث شخصيات من العيار الثقيل أن ثرثرات الصالونات في عيد  الأضحى تراوحت حول مستقبل حكومة  بشر الخصاونة، ومعاناة   الحجاج  وإجراء الانتخابات ، وتأخر إعلان قوائم الأحزاب ، وضعف الإقبال على شراء الملابس  والأضاحى  والطفر...الخ .

وزراء سابقون ونواب حاليون وسابقون ومسؤولون متقاعدون وشخصيات انهمكوا في تناول الحلوى" المعمول " والقهوة السادة " وتلقي قبلات التهنئة بالعيد بحرارة، وإجراء لقاءات عصف سياسي، فهم على اختلاف مشاربهم يمثلون توجهات مختلفة،ومن هنا حفلت الجلسات العامة، في اللقاءات في تراشق الاتهامات من  شخصيات  بعضهم يعاني من طول غياب عن الواجهة ، ويسعى للعودة إلى الواجهة بصورة أو أخرى .  

 تضاربت الآراء واختلطت التوقعات واصطدمت التوجهات حول رحيل حكومة  بشر الخصاونة، وحل مجلس النواب ، حيث تكسرت مجاذيف التوقعات في بحر متلاطم حول رحيلها قبل عطلة عيد الأضحى، وانقسمت الآراء حول أجندة المشهد السياسي القادم ، إلى ذلك تذهب آراء أخرى بأن حكومة بشر الخصاونة نجت من محطّة  الرحيل ، وهناك فرصة  أمامها  للاشراف على الانتخابات القادمة ،لتكون الحكومة الوحيدة  التي تشرف على الانتخابات لمرتين على التوالي ، أن صدقت التوقعات ربما بعد عودة الديمقراطية عام 1989،حيث ان  الحكومة الحالية  تشكلت بتاريخ 12 تشرين الأول عام 2020، وآراء اخرى تؤكد  ان رحيل الحكومة ومجلس النواب لازال  على الأجندة المرسومة  بسيناريو قادم، والشخصيات  ترمي قفاز التحدى، وتؤكد ان هناك حكومة جديدة ستشرف على الانتخابات  النيابية  القادمة ،  فيما بدأت المزيد من التكهنات السياسية تتبدل في الاتجاهات  المختلفة ، وتقترح سيناريوهات  مستجدة بين هذا وذاك الجميع في ترانزيت الانتظار ،والحد الزمني الفاصل المتاح الآن بين بقاء الحكومة أو  رحيلها، وتشكيل حكومة   جديدة،  ربما ما بعد  منتصف  شهر تموز المقبل. فإذا عبرت الحكومة ما بعد  منتصف  تموز" والمياه تغلى بالكوز" ربما يُحل مجلس  النواب، وستبقى الحكومة وتُشرف على الانتخابات، على  كل حال اختلفت الزوايا والتقديرات وربما الضرب  في المندل، في تقيم الأمور والانعكاسات المحتملة، حيث ان لكل فريق من هؤلاء مقاربات سياسية مختلفة عن الآخر، وتتخندق وفق مشارب فكرية، محصورة ، وفق المعطيات والوقائع  التى يملكها،..., وبين هذا وذاك الجميع بالانتظار .

في المقابل خيمت على مجالس عيد الأضحى أزمة الحجاج النظامين وغير النظاميين ،  وازداد ت الأحاديث سخونة مع عودة الحجاج سالمين، وتقديم سرديات  ومعاناة  حول ماجرى  هناك ، حيث رصد من ثنايا الاحاديث  وجود تقصير  من بعض  المكاتب  احيانا ، واكدوا تفاقم الازمة  مع ارتفاع درجات الحرارة في مكة المكرمة ، هناك ارتفاع بعدد الوفيات بين حجاج المملكة، إثر تعرضهم لضربات شمس، إلى 75 شخصًا وهذا يحدث لأول مرة.  الخلاصة من  الروايات أن " بعض المواطنين (الحجاج) تعرضوا للتغرير من قبل بعض الأشخاص من  ضعاف النفوس وبعض المكاتب الوهمية باعلانات على شبكات التواصل الاجتماعي،  قبل شهور طويلة  بفيزا السياحة وتأمين حج، وحصل نقاش في الجلسات العامة  وسط التوتر والغضب  والحسرة ، على  ما جرى وسط قيام النيابة العامة بمباشرة تحقيقاتها الموسعة ، وإصدار مذكرات توقيف بحق عدد من المشتبه بهم، وتم توقيف بعض منهم بالفعل مع التحقيقات الموسعة علما  إلى أن عدد الحجاج الأردنيين هذا العام بلغ 8 آلاف حاج ، ناهيك على الحجاج الآخرين. 

سكون شعبي وحالة من عدم الحماس ، حول أجواء  الانتخابات، وتذبذب الباروميتر، حول الانتخابات  النيابية، والرأي الآخر، يؤكد أن المطلوب انتخابات  نزيهة  تعيد الثقة الى مجلس العبدلي ، بينما كثير من  الاحزاب تجد صعوبات وحرد وتوتر وصعوبات ومشاكل تتعمق  ، بتشكيل قوائم وتحالفات انتخابية وخلافات،  واشتباكات على الصفوف  الاولى بالمقاعد،    حول القوائم  الانتخابية .ومن يحجز بالصفوف الاولى ، ويشارك بالمساهمة المالىة،  وسط تزايد الخوف من انفراط عقد التحالفات الهشة، وربما بقاء بعض الاحزاب  بالميدان ،وتواجه قوائم الأحزاب عقبات، فكل قائمة بحاجة إلى أموال  للحملات  الانتخابية ، وفي ضوء كل ذلك طرحت قلة قليلة من الأحزاب خاصة الجديدة  قوائم غير مكتملة، خجولة، وسط تصاعد بورصة الشخصيات المستقلة ، خاصة تلك التي تحظى بشعبية ،حيث تتسابق الأحزاب في ما بينها لضمها إليها وتزداد فصول الازمة مع اقتراب الموعد النهائي لتقديم الترشحات للانتخابات التشريعية حيث بقيت أيام على هذا الموعد، وهو ما يشكل عاملا إضافيا ضاغطا عليها، وقد واجهت عدة قوائم تفككا ، حيث انفرط عقدها  ، حتى قبل الإعلان عنها، وهناك حالة من  الشك والحيرة لدى العديد من الأحزاب، التي لم تحسم بعد موقفها، حول ما إذا كانت ستدخل الاستحقاق الانتخابي،  بقوائم حزبية  أم بالمزاوجة بين شخصيات حزبية وأخرى.على كل حال معظم الأحزاب في "حيص بيص" أمام تشكيل القوائم ، وهي في الامتحان الأصعب امام  تجربة  تبحث عن رسم دائرة الاكتمال ، حيث تعول عليها لفتح الطريق، أمام تشكيل حكومات برلمانية، ولكن  محللين يرون أنه في ظل ضعف الساحة الحزبية  وهشاشة التجربة  فإن تشكيل مثل هذه الحكومات مازال مبكرا  ، وهذا ماتم  التطرق إليه وفق التصريحات  من شخصيات نافذة .

 

أظهرت جلسات عيد  الأضحى ضعف القدرة الشرائية، لدى المواطنين وتزامنها مع منتصف الشهر، وعدم صرف الرواتب وعدم تأجيل أقساط البنوك، ما ساهم بانخفاض  قدرة الناس على شراء الملابس، وتعميق صلة الرحم ، و  البعض ر بط لبيع أعداد الأضاحي المباعة  بانخفاض كبير  عن العيد السابق وبين هؤلاء ان كل ذلك   سبب الانخفاض بالقدرة الشرائية، يعود إلى أن العيد جاء في منتصف الشهر ، مع ارتفاع الأسعار على الرغم من انخفاض الطلب الذي زاد من ضعف القدرة الشرائية  ويكشف البعض في جلسات خاصة، أن العجز الذي تعاني منه أغلب الأسر، يشكل حالة مستمرة يمر بها الفرد نتيجة ارتفاع تكاليف الحياة، وقلة الرواتب ، قالوا إن على الجميع أن يربطوا الأحزمة جيدا، فالمطبات كثيرة ، وبلغة الأرقام والتصريحات والمعلومات والخوف الأكبر من المفاجآت التي ستكون فوق التوقعات فكل الاحتمالات قائمة.

وفي الختام  أضحت قواعد اللعبة في الصالونات السياسية هي التي تضبط إيقاع تبدل الحكومات، ونشر الإشاعات حولها، وتظل إشاعاتها بالونات تحمل إشارات سياسية يستفيد منها بعض أعضاء نادي الوزراء السابقين الذي   منهم من يحلم بالعودة، وآخرون يهدفون للمشاغبة والاستفادة من النميمة في علك الأخبار التي تحمل الصح بنسبة خطأ أو خطأ بنسبة صح إلى ذلك فان النقاشات جرت في العمق ومع ذلك لم يشعر البعض باليأس من محاولاته المكوكية لضخّ الأوكسجين في عروق الوصول الى الدوار الرابع بحافة الحكومة   كرسي ثابت او متحرك بكشل افتراضي.