ما بين هجرة الشباب وحج الشياب صدى كلمات تقول "انقذوا ما تبقى"

كتـب : رامي المعادات

وقع المحظور، وضاقت البلاد بالعباد، وأصبح الخروج من الوطن بالطرق المشروعة وغير المشروعة طوق امل وبصيص يتطلع اليه المواطن لأهداف متنوعة والنتيجة واحدة، الفراق ولا يشيء غيره.

فالماذا أختار الشاب العشريني والثلاثيني الهجرة الغير مشروعة، واختار الرجل الذي تخطى العقد الخامس من العمر أن يتوجه لأداء فريضة الحج بصورة مخالفة للأننظمة والقوانين، من هنا يجب ان يبدأ الكلام وكل ما يليه هو نص كتب على حائط الأحلام فتاه بين الأمل والأوهام.

وهنا وفي هذا المقام لا نبرر الفعل ولكن نركز على رد الفعل، على التقاط الرسائل الهامة والأشارات التي تنبه ان ناقوص الخطر سمع دوي صوته في اذن الحكومة وتخطى السمع والبصر، نعلم ان الخروج بهذه الصورة مخالف وغير مقبول ولا نبرر ذلك ولا نتقبله، ولكن اين دور الحكومة.

الحكومة التي تتابع المشاهد المؤلمة والصور المرعبة لحوادث الهجرة والحج الغير مشروع، تتابع دون ان تكون صاحبة مبادرة في الحفاظ وأنقاذ ما تبقى، حيث شهدت هذه الحكومة بحسب الصالونات السياسية والحزبية ضعف في إدارة أي ملف خارجي واظهرت ضعف دبلوماسي اسهم بالتهاون بحق وطن بأكمله.

كيف لا نحمل الحكومة ذنب من قضوا ضحايا الهروب من الموت الى الموت، فمن أوصل الشاب المتعلم الى التفكير بالهجرة وبطريقة غير مشروعة، هي الحكومة التي لم تجد حلول ابتكارية وخطط سليمة وفعلية لتشغيل الشباب ونشلهم من وحل البطالة والعوز، وكيف لا نحملها الذنب وهي تساهلت في ردع المكاتب والشركات التي تعمل على خروج المواطن بطرق غير قانونية، وكيف لحكومة ان تقع في فخ السذاجة والهون وتصبح مرتع وبيئة خصبة لإنتشار هذه المكاتب والجهات "المشبوهة" التي ترمي بأبناء الأردن الى الهواية والموت المستعجل.

وأين كانت الحكومة عندما تكم تسهيل خروج الحجاج بصورة غير مشروعة عن طريق تلك المكاتب، فإن كانت لا تعلم بما يدور كارثة، وإنت كانت تعلم وغضت الطرف فالكارثة أعظم، حجاج غالبيتهم مسنين تركوا في الصحراء لا دليل لهم فتاهت بهم الأقدام وتشتتوا بين ميت ومفقود.

وهنا وجب عليها من خلال وزارة الخارجية وشؤون المغتربين ووزارة الأوقاف والمقدسات الإسلامية ان تشكل غرفة عمليات عاجلة يتم من خلالها التوجيه بأستخدام كل الطرق الدبلوماسية والسياسية وبتنسيقية مشتركة مع المملكة العربية السعودية، لفرض الوجود الدبلوماسي من خلال جعل المملكة الشقيقة تكثف جولاتها البحثية بغية إعادة الحجاج الأردنين ومن ثم تسليمهم للسلطات المختصة من أجل المحافظة على أرواح من تبقوا.

كما ويجب ان يتم فتح تحقيق موسع وبصورة عاجلة لمعرفة المسؤول المباشر والمتورط الحقيقي وما هي التسهيلات التي أدت الى انتشار هذه الظاهرة، وعليه يتم محاسبة كل متنفذ ومتورط ساهم بصورة مباشرة أو غير مباشرة بهذه الجريمة.

وختاما، رحم الله من استوفاهم المولى وجعل الصبر دواء ذويهم، وصبر الله كل ام فارقت ابنها عنوة وتركته يسلك المخاطر من اجل إيجاد مستقبل افضل، وأعان الله كل من ضاقت بهم السبل ليسلكوا طرق الموت لرسم خريطة حياة.