العيد في غزة مخضب بالدماء.. الموت والدمار في كل مكان
لعيد الأضحى هذا العام طعم مختلف، وبين احتفال ملايين المسلمين بالعيد لاتزال غزة تحت الحصار القصف ويعيش سكانها بين رائحة الموت والدمار كل ثانية، ومع ارتفاع عدد الشهداء إلى أكثر من 37 ألف شهيداً ولسان حالهم يقول "عيد بأية حال عدت يا عيد”.
إذ لم يبق بناء لم يطله الخراب في غزة، ولم ينج بيت أو عائلة من خسارة أحد أفرادها جراء القصف الإسرائيلي.
ففي شمال غزة حيث الجوع على أشده أكد العديد من السكان أن النقص الحاد في الخضراوات والفواكه واللحوم، جعلهم يقتاتون على الخبز فقط.
كما أوضح بعضهم كيف أن المواد الغذائية المتاحة في السوق تباع بأسعار باهظة، إذ بلغ سعر كيلو الفلفل الأخضر، الذي كان سعره قبل الحرب نحو دولار، 320 شيقلا أي ما يقارب 90 دولارا، فيما سعر البصل وصل إلى نحو 70 دولارا، حسب ما نقلت وكالة رويترز.
في حين اتهمت بعض المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، التجار عديمي الضمير باستغلال احتياجات السكان من خلال شراء البضائع بالأسعار العادية في إسرائيل والضفة الغربية وبيعها بزيادة كبيرة. وقالوا إن التجار يستغلون انهيار الأمن في غزة
من جهته، أكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس أن كثيرا من السكان في غزة يواجهون مستوى كارثيا من الجوع وظروفا شبيهة بالمجاعة”.
كما شدد على أن أكثر من ثمانية آلاف طفل دون سن الخامسة تم تشخيصهم وعلاجهم من سوء تغذية بالغ، من بينهم 1600 طفل يعانون من سوء التغذية الحاد.
يشار إلى أن تدفق مساعدات الأمم المتحدة إلى القطاع المدمر تعطل بشكل كبير منذ بدء العمليات العسكرية الإسرائيلية في مدينة رفح الواقعة جنوب غزة، وهي المعبر الرئيسي للقطاع من مصر.
فيما ضغطت العديد من الدول الغربية على إسرائيل من أجل تخفيف الأزمة الإنسانية، بينما حذرت عشرات وكالات الإغاثة الأممية من أن المجاعة وشيكة.
في المقابل ألقت إسرائيل بالمسؤولية على الأمم المتحدة في بطء توصيل المساعدات قائلة إن عملياتها غير فعالة.
هذا ويمثل حديث الجيش الإسرائيلي عن انتهاء العملية العسكرية في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة بعد أسبوعين من الآن، اعترافا ضمنيا بالفشل في تحقيق النصر الذي طالما تحدث عنه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
فقد نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر أمنية إسرائيلية أن العملية العسكرية في رفح لن تستمر أكثر من أسبوعين آخرين، وأن الجيش يدرس ما يمكن عمله بعد هذه الفترة إذا لم تتوصل القيادة السياسية إلى اتفاق بشأن تبادل الأسرى.
وقالت المصادر إن بقاء عدد من الأسرى في غزة وعدم إيجاد بديل سياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) يبددان النجاحات التي حققتها المرحلة الثانية من الحرب ويحوِّلانها إلى فشل، وإن التقديرات تشير إلى أن تخفيف المواجهات مع حزب الله اللبناني يتطلب صفقة في غزة.
كما نقلت القناة الـ12 عن رئيس الوزراء الأسبق إيهود باراك أن الحرب فشلت في غزة وأن على إسرائيل تغيير الحكومة والبحث عن صفقة تعيد الأسرى.
ويمثل هذا الإعلان الذي جاء على لسان العسكريين وليس سياسيين مخالفة للتقاليد لأن العسكريين يقدمون توصيات للقيادة السياسية ولا يعلنونها، كما يقول المحلل السياسي محمد هلسة، مشيرا إلى أن هذه التصريحات تبدو إعلانا من الجيش للشارع الإسرائيلي بأنه لن يكون قادرا على مواصلة الحرب بعد أسبوعين من الآن لأنها لن تحقق شيئا.
وكالات