الكويت: على المجتمع الدولي أن يستنهض مسؤوليته لإغاثة أهل غزة
أكد وزير خارجية الكويت عبدالله اليحيا، ضرورة استنهاض المجتمع الدولي لمسئوليته نحو بلورة تصورات واضحة المعالم لإغاثة أهل غزة دون قيد أو شرط، ووضع حد لتلك الانتهاكات الصارخة للقوانين والصكوك الدولية التي تكفُل حق الشعوب في الحصول على المساعدات الإنسانية أثناء النزاع.
وقال وزير خارجية الكويت في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية لأعمال المؤتمر الدولي للاستجابة الإنسانية الطارئة في غزة المنعقد في مدينة البحر الميت "إن المعاناة التي يعيشها أهالي غزة تجاوزت حدود اللغة والتعبير، فهي تمتزج بوجه لا يُحصى وحزن لا يُوصف، فهي لم تنتهي عند قيام السلطة القائمة بالاحتلال بالقصف الجوي المكثف الذي ينهش في كل زاوية من الأراضي الفلسطينية المحتلة، بل وصلت إلى عرقلة وصول المساعدات الإنسانية التي تمثل طوق النجاة الوحيد للشعب الفلسطيني، مسطرة بأفعالها الشنيعة مأساة جديدة في سجل العنف والظلم التاريخي الذي يكابده الشعب الفلسطيني الشقيق".
وجدد وزير خارجية الكويت إدانة بلاده الشديدة لتعنت السلطة القائمة بالاحتلال وعرقلتها لوصول المساعدات الإنسانية وفرضها الحصار والإجراءات التعسفية على المعابر الحدودية، مما حال دون وصول الإمدادات الحيوية الكافية إلى سكان القطاع المحتاجين وأدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية الناتجة عن العدوان.
وأعرب اليحيا عن بالغ التقدير للأردن وجمهورية مصر العربية ومنظمة الأمم المتحدة، على مبادرتهم لعقد المؤتمر الهام بهدف تحديد سبل تعزيز استجابة المجتمع الدولي للكارثة الإنسانية في قطاع غزة، آملا أن ينجح الاجتماع في تحقيق ما يصبو إليه من تخفيف المعاناة الإنسانية التي أفرزها عدوان قوات الاحتلال الإسرائيلي الغاشم على الأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة.
وأكد وزير خارجية الكويت أن بلاده لن تتوانى عن مد يد العود للشعب الفلسطيني الشقيق وستستمر بدعمه في ظل ما يتعرض له من ظلم وعدوان، لافتا إلى أن الكويت أطلقت حملات شعبية لمساعدة الأشقاء في فلسطين وسيرت جسورا جوية وبحرية لإيصال آلاف الأطنان من المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى قطاع غزة".
وأوضح أنه الكويت واصلت دعمها لجهود المنظمات الدولية في ظل الأوضاع المأساوية التي يعيشها القطاع لا سيما من خلال دعم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" بمبلغ 30 مليون دولار أمريكي للقيام بدورها الإنساني، علاوة على إطلاق جسر جوي بلغ عدد طائراته حتى اليوم 50 طائرة، وما يفوق 100 قافلة إغاثية برية وبحرية محملة بمستلزمات إغاثية ومواد إيوائية.
وأشار إلى أن بلاده ابتعثت فرقا وطواقم طبية كويتية لتقديم العون والمساندة المباشرة إلى قطاع غزة انطلاقا من موقف الكويت المبدئي والراسخ والثابت في التضامن والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني وحقه المشروع، كما قدمت عبر الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية حتى أول نيسان الماضي 200 مليون دولار أمريكي تم تخصيصها لتمويل مشروعات حيوية في القطاع.
وشدد وزير خارجية الكويت على أن بلاده ستتواجد دائما وأبدا في صفوف المناصرين للقضية الفلسطينية متمسكين بخيار السلام العادل والشامل وفقا لمرجعيات وقرارات الدولية ذات الصلة، بما يحقق التطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، مؤكدا أنه من هذا المنطلق ترحب الكويت بالتأييد المتزايد للاعترافات الرسمية بدولة فلسطين وبالدعم المتعاظم الذي يحظى به مشروع عضويتها الكاملة في الأمم المتحدة.
وأعرب عن دعم الكويت للجهود والمبادرات الدولية الرامية إلى وقف إطلاق النار وصون أرواح الأبرياء العزل، معربا عن آمله أن يوقن المجتمع الدولي أن المنطقة لن تنعم بالاستقرار دون تحقيق الحل العادل والدائم والنهائي للقضية الفلسطينية.