مصالح «نتنياهو» الضيقة تعقد المشهد عالمياً
لما جمال العبسه
على مدار الأيام القليلة الماضية أحداث متسارعة فيما يتعلق بالحرب الصهيوامريكية الوحشية على قطاع غزة، وما تخللها من مجازر يندى لها الجبين سواء التي وقعت في مدارس الأونروا أو تلك التي لا يمكن وصف همجيتها ووحشيتها في مخيم النصيرات والتي افضت الى فك اسر اربعة من المحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية، وأفضت بالمقابل لقتل ثلاثة محتجزين وضابط ممن شاركوا في العملية الدموية التي وقع فيها اكثر من 265 شهيدا، غير الجرحى.
هذا على الصعيد العسكري، أما على الصعيد الداخلي في الكيان، فقد ادت هذه العملية المتهورة التي ساهمت فيها بفاعلية خلية المعتقلين في الكيان الصهيوني والمؤلفة من قوى غربية كالولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا ونيوزيلندا وغيرها، في زيادة التشرذم داخل الكيان الصهيوني، والذي انقسم على نفسه بشكل اكبر مما تخيله رئيس حكومة الكيان بنيامين نتنياهو، والذي تباهى بالنصر العظيم كما سماه، والمتحقق بسبب قوة الضغط العسكري من وجهة نظره، ليجابه بما ادعاه المحررون بأن الوقت ضيق ولا مجال لتحرير الرهائن إلا بعملية تفاوضية، وان الغارات الصهيونية هي السبب في قتل مجموعة منهم.
سياسيا، زاد المشهد صعوبة استقالة عضوي مجلس الحرب المصغر الوزيرين ايزن كوت وبيني غانتس، ليضعا النازي نتنياهو في زاوية ضيقة جدا فيما يتعلق بعلاقة الكيان الصهيوني مع واشنطن الداعم الأكبر له، والتي برغم تجنبها للتعامل مع متطرفي حكومته خاصة وزيري الامن والمالية، تجد نفسها الدبلوماسية الامريكية الآن في مأزق فيما يخص العملية التفاوضية من جانب، ورفضها للتعامل مع اليمن المتطرف في هذه الحكومة، عدا عن رغبتها في تحرير الرهائن من الجنسية الامريكية والبالغ عددهم 4 رهائن عدا عن الذي وقع قتيلا خلال عملية التحرير الوحشية، والتي طالت الداخل الامريكي هذه المرة.
فعلى الرغم من مباركة الادارة الامريكية لهذه العملية الدموية والتي رأت فيها انجازا ولم تتطرق لدماء 265 فلسطينيا قتلوا بابشع طرق القتل، إلا انها عادت وتراجعت عن قولها بانها شاركت فيها، وحاولت ان تحمل حركة المقاومة «حماس» مسؤولية فشل المفاوضات، بل واكثر من ذلك هددتها بشكل صريح حتى تجبرها على قبول الشروط الصهيونية، ولم تفلح وصولا الى تصريحات رسمية امريكية امس تهدد الكيان الصهيوني بأنها ستجري مفاوضات مباشرة مع المقاومة لتحرير ذوي الجنسية الامريكية.
بل واكثر من ذلك، فقد تصدر وزيرا المالية والامن في حكومة الكيان الصهيوني الفاشية المشهد ليتهددا ويتوعدا ليس فقط الفلسطينيين بل وحليفة دولتهم المزعومة امريكا، ويكيلان الشتائم والاتهامات لها ولادارتها سواء على صعيد رعايتها للعملية التفاوضية أو طرح موضوع دولة فلسطينية، بل ويطرحان نفسيهما بديلا عن مستقيلي مجلس الحرب.
كل هذه التطورات، رافقها بالطبع زخم محمود في علميات فصائل المقاومة المتعددة في قطاع غزة والتي وجهت ضرباتها بنسق منمق متوازن ومتواتر على مواقع حساسة في فلسطين المحتلة، اوجعت العدو الصهيوني، رافقه اصرار من قبل اهالي القطاع على افشال المخطط الصهيوني في افراغ القطاع والذي تجسد في اصرارهم على الاستمرار في صمودهم الاسطوري امام آلة الحرب الصهيوامريكية النازية والتي كثفت من عملياتها الوحشية امس واول امس بشكل مقزز، واكثر من ذلك اعلنت دعمها المطلق لما تقوم به حركات المقاومة هناك.
بل وامتد الامر الى تنفيذ عمليات على نطاق ضيق في اراضي الضفة الغربية التي تعاني الامرين بسبب الاعتداءات على مدار الساعة سواء من الجيش الصهيوني أو قطعان المستوطنين.
المصالح الضيقة للنازي نتنياهو جعلت الجميع وبالمناسبة هو واحد منهم يدور في دائرة مفرغة من ملامح مستقبلية، والمفارقة انها تعزز من موقف المقاومة يوما بعد الاخر وتؤكد نبل قضيته لمواجهة هذا العدو الدموي الفاشي وممارساته على امتداد فلسطين التاريخية.
ليس واضحا التوجه حاليا على كافة الصعد، فالاوراق مبعثرة والمشهد يتعقد دقيقة بعد الاخرى، ومن الصعب على اي كان في داخل الدائرة أو المراقب خارجها التنبؤ بما هو قادم.