خطاب الملك والجدلية والتحديات


كتب / سالم فاهد اللوزي

في اليوبيل الفضي لاستلام الملك   سلطاتة الدستورية   وقبله عيد الاستقلال  تعاطت العشائر الأردنية مع هذتين المناسبتين بطريقة استطيع ان اوصفها بأنها ملحمية رغم صعوبات الظروف وحجم التحديات التي نواجها

فالأردنيين لم يسبق لهم حتى أيام الرخاء الاقتصادي بأن تفاعلوا مع هذه المناسبات بهذه الطريقة فأنا شاهدت بعضهم يستدين ثمن العلم ليرفعه وبعضهم طلب مني ان أحضر له أعلام ولم يقتصر هذا على عيد الاستقلال بل على اليوبيل الفضي وبكثافة وكأن القضية أصبحت لدى الأردني تحدي لكل التحديات التي تواجه الوطن ورسائل واضحة لكل المتربصين الذين لم يخفوا نواياهم إتجاه الأردن وأصبحت ظاهرة على كل الفضائيات وأصبح الطعن بالأردن فضاء مفتوح والهتاف في شوارع عمان مفضوح تعدى كل الحدود  والمبايعات أصبحت علانية وعابرة للحدود وكيل الاتهامات   أصبح قربان لمشاريع مشبوهة تحمل في طياتها نوايا سوء للأردن  
وكل ذلك جعل الأردني يتحرك إتجاه بلده بطريقة متناغمة ولا إرادية مع النظام  فكلاهما أدرك أنه في دائرة الاستهداف وأن الأحداث الأخيرة تعاظمت على الأرض الأردنية وأصبحت تأخذ منحنى أخر ربما سبب صحوة جديدة افاقتنا من غفلتنا ويجب سد الهوة التي صنعها  بعض الدخلاء على البلد  

وأنا من خلال نظرتي ومتابعتي لكل الظروف َادركت هذا الخطر مبكر فعملت مع رفاقي على سد هذه الهوة قدر المستطاع لأن فيها معاني كثيرة وكبيره تهدد مصلحة الأردن العليا وبصفتي سياسي أمارس السياسة منذ عقود لم أكن قلق على بلدي كما كنت قلق في الفترة الأخيرة لكنني  كلي ثقة بجينات الأردني واراهن على وعيه الفطري الذي يحركه بالمنعطفات الحرجة 
وانتظرت تحرك النظام وعلى رأسه الملك وولي عهده وكانت البداية منذ حفل زفاف الأمير وطبيعة الشكل والتشكيل الذي رافق الحفل بطبيعته التي تحمل التراث الأردني ورمزبة وحضور الهوية الوطنية الأردنية منسوج ومزين بتشكيلات الجيش ومن ثم بدأ الأمير يتحرك بإتجاه العشائر وبدأت الهوة تضيق ولكن الأحداث الأخيرة 
وان و   زيارت  الملك  الى    المحافظات والعشائر الأردنية مفادها ان هذا الوطن حاضر ومتجدد بعقده الاجتماعي ومحمي من الله والجيش وكانت الاستجابة سريعة نخوة الأردني وحميته تحركت وادرك خطر المتربصين وترجم ذلك بعيد الاستقلال وبعيد اليوبيل الفضي الذي توجه  الملك  بخطاب شجاع لا لبس فيه واختصره بالجيش والاردنيين والهوية الوطنية الأردنية وجعل كل المصطلحات التي اثارت قلق كبير من الماضي وعلى رأسها "الهوية الجامعة" سيئة الذكر موكداً على أمن الأردن واردنيته 

وهذا يجعلنا نسير خطوات إتجاه التلاحم من جديد ونعمل بكافة طاقتنا لدرء الخطر والتعاون مع شخصيات سياسية توافقية ذات بعد واجندات أردنية خالصة يعيدها الملك للمشهد لتلتقط خطاب الملك وتترجمه على الواقع   وتوفير كل الدعم لقواتنا المسلحة وسن قوانين تضبط وجود اللاجئين والعمل على عودتهم لديارهم وتنظيم وجود من لايستطيع العودة لدياره لحين توفر ذلك واردنة الوظائف وجعل الرقم الوطني حالة انسانية موقته وليست سياسية لها مكاسب تمكن اي شخص من لعب دور سياسي على الأرض الأردنية وكذلك الكثير من الأمور العالقة وكل ذلك نحن وكل الأردنيين مستعدين لحمل مسؤولية تبعات هذه القرارت وتمكينها لأن الوطن يستحق ونحن اول من يضحي من أجله 

لذلك نثني على خطاب الملك ونشد عليه ونؤازره فمصلحة الأردن فوق اي اعتبار