حراك الاندية ينطلق.. الأزمة المالية أبرز معيقات الموسم المقبل
بدأ رؤساء اندية المحترفين، حراكا بهدف تكوين خطة تنسيقية لمواجهة تحديات وصعوبات الموسم المقبل، والأزمة المالية الخانقة التي تهدد مسيرة هذه الأندية خلال المرحلة المقبلة، خصوصا في ظل القرارات المنتظرة من لجنة أوضاع اللاعبين ومؤشرات زيادة عدد الأندية المحرومة من التعاقدات في ظل تراكم الشكاوى القديمة والجديدة من اللاعبين المحليين والأجانب والأجهزة الفنية والإدارية.
وتتنظر الأندية إقرار أجندة ومواعيد بطولات الموسم الجديد، بعد حسم المنتخب الوطني لكرة القدم تأهله لنهائيات كأس آسيا 2027، والدور الثالث من تصفيات كأس العالم 2026، وأصبحت الصورة الواضحة بشكل كامل عن مواعيد مباريات "النشامى" في المرحلة المقبلة، والحال ينطبق على مشاركة فريق الحسين في دوري أبطال آسيا، والذي يبدأ مشاركته التاريخية الأولى في منافسات البطولة خلال شهر أيلول (سبتمبر)، كما تنتظر الفيصلي أو الوحدات المشاركة في الدور التمهيدي من البطولة نفسها خلال الشهر المقبل.
وتنتظر أندية المحترفين، مبادرة من اتحاد كرة القدم، للاتفاق حول كافة قضايا الموسم المقبل، وخصوصا موضوع تقليص عدد أندية المحترفين اعتبارا من الموسم بعد المقبل إلى عشرة فرق، بهبوط 4 فرق، وإقامة منافسات الدوري على ثلاث مراحل، وتطالب الأندية كذلك، بإيجاد راع رسمي لبطولات أندية المحترفين للموسم المقبل لحل جزء من الصعوبات التي تواجهها في التحضير للموسم المقبل، إضافة الى إصدار جداول البطولات بمواعيد ثابتة، والابتعاد عن فترات التوقف في خارج أيام الفيفا.
وحسب مصدر مطلع، فإن رؤساء الأندية سيعقدون اجتماعا مهما قبل نهاية الشهر الحالي، بضيافة أحد أندية العاصمة وبحضور ممثلي الفريقين الصاعدين لدوري المحترفين الجزيرة والصريح.
وعانت الأندية في الموسم الحالي من غياب الموارد المالية الكافية لاستمرار صرف مستحقات اللاعبين والمدربين، الأمر الذي تسبب في ظهور الكثير من الصدامات بين الإدارات واللاعبين، وبالتالي احتجاب اللاعبين عن التدريبات احتجاجا على عدم قدرة النادي على الايفاء بالمستحقات المالية، وشكل ذلك تأثيرا سلبيا على المستوى الفني لمباريات الدوري وغياب الاثارة والندية عن منافسات البطولة، باستثناء عدد من المباريات المتعلقة بحسم اللقب بين الحسين والفيصلي.
ووفق ما أكده أحد رؤساء الأندية، فإن الأندية تأمل في بناء روح التشاركية مع اتحاد الكرة، خصوصا وأن العديد منها لم يقصر في دعم المنتخبات الوطنية، واعتبرت الأندية أن الحكومة ووزارة الشباب تتحملان المسؤولية في دعم الأندية إضافة إلى اتحاد الكرة، حيث تلعب الأندية دورا في رعاية أجيال الشباب وتقدم خدمات رياضية وشبابية للمجتمع المحلي.
وبين الرئيس الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن الخلوة المكثفة التي عقدها اتحاد الكرة مع رؤساء وممثلي أندية المحترفين، لمناقشة واقع الحال للكرة الأردنية والتحديات التي تواجه المنظومة والأهداف الرئيسية، تمهيدا لإطلاق إستراتيجية الاتحاد لكرة القدم الأردنية خلال السنوات الخمس المقبلة، جيدة لكنها لم تحقق المطلوب، خصوصا في ظل عدم مناقشة العديد من القضايا المهمة، ومنها التوجه لتقليص عدد فرق الدوري في الموسم بعد المقبل.
وتهدف الأندية إلى أن تكون مخرجات الإستراتيجية لكرة القدم الأردنية واضحة الرؤية، وتشمل جميع موظفي الاتحاد وأعضاء اللجان ومجلس إدارة الاتحاد، وأن تكون المسابقات المحلية بمستوى مميز، يضمن التطور الفني القوي، ويوفر الاستقرار المالي ويجلب إيرادات مختلفة للأندية والاتحاد، من خلال الاهتمام بالجوانب التسويقية، إضافة إلى تشكيل لجان فنية ولجنة المنتخبات الإدارية والفنية بالمراحل المختلفة.
وتشدد الأندية أيضا، على ضرورة الاستعانة بالكفاءات الوطنية في المنتخبات ولجان الاتحاد المختلفة، والاهتمام بتطوير البنية التحتية، وخصوصا الملاعب التي تعاني كثيرا خلال استقبالها منافسات الموسم، على أن يبقى الحوار قائما بين إدارات الأندية والاتحاد في المجالات كافة، وعدم اقتصار الحوار على الأزمات.