في التعليق على إطلالات الرفاعي … الأردن سيبقى هو "قطب الرحى"

كتب - فايز الماضي

في هذا الوطن.... قلائلٌ هم الرجال ..الذين إن تحدّثوا .. لامس حديثهم حِسِّنا ووجداننا ووعينا الوطني ....وإن صمتوا كان في صمتهم نُبلٌ وموقفٌ وغاية ...والسياسيون المحترفون المُعتَّقون الوطنيون..الأُصلاء ....كالرفاعي ..........هؤلاء ...قادة ....لاتخلقهم الصُدَف...ولايصنعهم لقاءٌ عابرٌ على شاشة تلفاز ...ولايتبدلون مع الايام والسنين والمواقف والظروف.....وأما الطارئون ...المُتأرجحون .الهواة ....فما اكثرهم ....وحسبُهم أنهم ضائعون ..مابين مواقفٍ دنيئةٍ ومهزوزةٍ ومعروفة.....وبين تُقيةٍ وولاءاتٍ...رخيصةٍ ومعيبةٍ ومفضوحةٍ ومكشوفة.

وفي هذا الوطن أيضاً...رجالٌ ربما خُلِقوا في غير عصرهم .. ...بيوتهم عريقة ....ونفوسهم عزيزة وكريمة ...وهممهم عاليةٍ وعظيمة .....وفي دواوينهم....تُدرِّس السياسة والفِراسة .

..وفي الحديث عن اطلالات الرئيس الرفاعي.الأخيرة...وتصريحاته السياسية المتوالية الواضحة الجلية ..والداعيةِ الى ضرورة الالتفات الى شأننا الوطني...وتقديم همنا الاردني الوطني على أي همٍ آخر... والى أولوية تحصين ساحتنا الوطنية الداخلية وتمكينها ..والى الإعتزاز بالدور المحوري الفاعل الذي يقوده الاردن على الساحتين الاقليمية والدولية ..وفي مواقع القرار الدولي ......فلابد من التأكيد على أهمية هذه الدعوة...وأولوية رص الصفوف ... دفاعاً عن ثرى الأردن ..ومستقبله ..ومستقبل أجياله....فالأيام حُبلى ...والمكائد تترى ...والتحديات جِدُّ خطيرة ....والحفاظ على الاردن.... وطناً قوياً عزيزاً شامخاً ..منيعاً مُهاباً ...ينبغي أن يكون هو الهدف الأسمى .. والأغلى ..الذي ترخصُ من دونه المُهجُ والأرواح... وأما فلسطين ..فإن مسؤوليتنا الأخلاقية والقومية والدينية ..تجاهها ..وتجاه أهلها ومقدساتها الاسلامية والمسيحية...هي مسؤولية دينيةً وأخلاقيةً وشرعية ً.أزلية ...لاتسقط مع الزمن ... ولاينبغي ابداً أن تكون هذه المسؤولية سبباً في ضياع الاردن ..وتعريضه لتحدياتٍ خطيرةٍ من شأنها ان تمس مستقبله ومستقبل أجياله ومقدراته ... فما قدّمه الاردن ....قيادته وشعبه وجيشه وأمنه ..لفلسطين...ودون مِنّةٍ.... .لاينتظرُ عليه شكر ....ولا يحتاج أبداً الى دليل..او شهادة من أحد ...ودماء الهاشميين والاردنيين...لازال مسكها يفوح من على عتبات الاقصى الشريف ...وفي كل وادٍ وهضبة من ارض فلسطين الطاهرة...

وها هو الاردن اليوم يحمل أمانة الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس الشريف .....ويدافع عنها 
.ويقاتل من أجلها .

دون كللٍ او ملل أو تقاعس ..ومثلما سخّر الاردن دبلوماسيته النشطة والفاعلة والشجاعة التي يقودها ويوجهها جلالة الملك ...خدمة لحق الفلسطينيين بإقامة دولتهم المستقلة على ترابهم الفلسطيني .....فقد سخَّر الاردن أيضاً اتفاقية السلام مع الكيان المحتل ..لإدامة شريان الحياة مع فلسطين .

وبالعودة لتصريحات الرفاعي ..فإن علينا كأردنيين ...سياسيين ومواطنين ..ان نثق بدولتنا ..وان نفخر بقيادتنا ...وبشجاعتها وفروسيتها ....وان نعتز بحكومتنا وجيشنا وأجهزة امننا .... وأن نرفع قبعاتنا عالياً ....لدبلوماسيتنا المقاتلة الشرسة الكفوءة ...التي أثبتت للقريب والبعيد ..بأن الاردن كان ومازال وسيبقى هو الرقم الصعب ...وان محاولة القفز على دوره ..هي أشبه بالقفز بالهواء...وأن هذا الوطن الاردني العربي الهاشمي ...سيبقى باذن الله وحوله وقوته ..هو قطب الرحى..شاء من شاء وأبى من أبى.