الأردن في غزة... مئة إنزال جوي
بقلم مأمون المساد
الخميس أعلنت القوات المسلحة الأردنية- الجيش العربي عملية الإنزال رقم (100) إلى الاهل في قطاع غزة، منذ بدء العدوان الاسرائيلي وفرض الحصار في السابع من أكتوبر الماضي، لتكون هذه الانزالات والمساعدات بوابة الأمل من خلال الأردن الذي قدم مسارات متوازية في الاسناد السياسي والدبلوماسي والاغاثي الإنساني، الاردن الذي لم يأل جهدا في عمل هذه المسارات بتوجيه وإشراف مباشر من لدن جلالة الملك عبدالله الثاني وسمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني.
عمليات الانزالات الجوية الأردنية التي تنفذها مرتبات سلاح الجو الملكي الأردني كانت أبواب الأمل لشعب محاصر في سمائه وارضه وبحره، يعاني القتل في كل دقيقة ودون سابق إنذار، ويعاني الجوع وقد احرقت ودمرت مزارعه ومصانعه المتواضعة ما قبل الحرب، ويعاني الالم مع الاجهاز على بنيته الصحية، وبات بلا امن ولا بيت ولا ماء ولا دواء، و بلا سقف ولا ظهر ولا سند، ليأتي نسور سلاح الجو الملكي الأردني محلقين ناصرين منتصرين للحق الانساني والاخوي بالحياة والامن، ويسطروا تطبيقا لمقولة أن الأردن لا يعرف المستحيل،في مشهد يبهر العالم في ما يقدم من بطولة، تجاوزت الشعارات والبيانات والخطابات.
ما قبل الحرب كان الاردن في غزة، يخفف ألم اهلها، وفي الحرب بقي المستشفى الميداني الأردني حاضرا، ورغم التهديدات الإسرائيلية بقي وعزز بأخر، من نشامى ونشميات الخدمات الطبية الملكية، وقبل الحرب كانت قوافل الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية تشق طريقها نحو غزة تحمل مساعدات المؤسسات الأردنية، وتستمر رغم المخاطر من قطعان المستوطنين وجيش الاحتلال الإسرائيلي في ان تكون الشريان الذي يحمل الحياة للغزيين.
ألسنة الغزيين شواهد على نخوة الاردن والاردنيين، ما بخل صغيرهم وكبيرهم في رفع أكف الدعاء لله تعالى أن يحفظ جلالة مليكنا وجنده وشعبه، ووصلت رسائلهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، واستغاثاتهم التي لم تجد الا الاردن آذانا وقلوبا تستجيب لهم، وتسرع في بحث كل طريق يصل الى مسح الألم وغرس الأمل.
الاردن في غزة لم يغب، وكيف يغيب وفيه نخوة هاشمية وهمة أردنية، فزعة شعبية ورسمية، وغزة في الأردن موقفا داعما متناغما، استنادا سياسيا ودبلوماسيا وانسانيا، ودعاء بفرج قريب.